منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 07 - 2023, 01:12 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,794

هل اختلف المسيحيون حول اشتراك ذرية آدم في نتائج سقوطه




هل اختلف المسيحيون حول اشتراك ذرية آدم في نتائج سقوطه؟

* كلا، بل أجمعوا على ذلك. ولكنهم اختلفوا في تعليله. وهاك أشهر المذاهب فيه:

(1) يقول المذهب الأول إن خطية آدم ليست سبب إثم البشر، وليس بين آدم والبشر علاقة طبيعية ولا جسدية ولا شرعية تسبّب فيهم الخطية. ومن أهل هذا المذهب من نسب خطأ البشر إلى قصدٍ أو ترتيبٍ إلهي، وهو أنه إن أخطأ آدم يخطئ جميع البشر بدون علاقة بينه وبينهم توجب ذلك. ومنهم من نسبها إلى اختيار الإنسان الحر فقالوا: كما اختار آدم أن يخطئ كذلك يختار كل إنسان الخطية بدون وجود علاقة طبيعية أو شرعية بينه وبين آدم. وهذا المذهب لا يطابق تعليم الكتاب المقدس.

(2) ويقول المذهب الثاني إن خطأ البشر الحاضر يعود إلى عمل اختياري من كل إنسان في وجودٍ سابق، لا إلى معصية آدم الأولى، فالنفوس تولد في هذا العالم في حال الخطية لأنها وُجدت سابقاً في كيانٍ آخر أخطأت فيه ضد الله. وقد أنشأ أوريجانوس هذا المذهب الغريب، لكن الكنيسة رفضته، ولم يقبله إلا قليلون، فهو يقول إن آدم روح ساقط. وهو رأي وهمي لا أساس له في الكتاب المقدس، الذي يعلّمنا ان الله خلق الإنسان جسداً ونفساً، ورأى ذلك أنه حسنٌ. وأنه خلقه على صورته في المعرفة والبر والقداسة، وسقط آدم من تلك الحال في هذه الحياة لا في غيرها. فبإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، فأخطأ الجميع في الإنسان الواحد. وكل ذلك يناقض هذا المذهب. ومن الأدلة على بُطله أيضاً عدم شعور أحد من الناس بوجودٍ سابق له، أو بالخطية في حالة سابقة. فالاعتقاد أن الله جعل جميع البشر تحت العقاب على خطايا ارتُكبت في عالمٍ آخر لا يذكرون شيئاً منها ولا يشعر بها ضمير أحدٍ منهم لا يحل مشكلة الخطية الأصلية.

(3) يقول المذهب الثالث إن البشر اشتركوا في خطية آدم لأنهم كانوا فيه حقيقةً، وأرادوا وفعلوا كل ما أراد هو وفعل. وقد سُمي هذا المذهب بمذهب «الجوهر العام» لأنه يعتقد أن كل البشر جوهر واحد، وأن كل فرد منهم هو جزء من ذلك الجوهر البشري العام، يشترك مع جميع الأفراد في حياة واحدة. وبموجب هذا الرأي تكون خطية آدم خطيتنا نحن أيضاً، لأننا ارتكبناها بالفعل، وقد حُسِبت علينا باعتبارها خطيتنا، لا باعتبارها خطية آدم فقط.

(4) المذهب الرابع هو مذهب «الحسبان بالواسطة» وهو أن البشر خطاة لأنهم يرثون من آدم طبيعة فاسدة أثيمة، يحسبهم الله بسببها مذنبين ويعاملهم كذلك. فهم خطاة، ليس لأن جُرم معصية آدم حُسب عليهم، ولا لأن بينهم وبين آدم علاقة شرعية (مع أنهم لا ينكرون تلك العلاقة) بل لأنهم يولدون خطاة. ويعاقب الله كل إنسان على الخطية لأنه وُلد خاطئاً واستحق العقاب، لا لأن آدم كان نائبه وهو قد سقط بسقوطه.

(5) المذهب الخامس هو مذهب «الحسبان المباشر» أي بدون واسطة وهو الأكثر قبولاً عند أغلب اللاهوتيين، ويقول إن آدم هو رأس البشر الطبيعي ونائبهم الشرعي، وإن البشر بسبب ذلك امتُحنوا فيه، فنتج من سقوطه أن وُلد كل فرد منهم بطبيعةٍ فاسدة وتحت طائلة عقاب معصية آدم. فالأمر الأول نشأ عن رئاسة آدم الطبيعية، ولما فسد نال نسلهُ بالولادة طبيعةً فاسدة بموجب قانون أن الشيء يلد نظيره. ونشأ الأمر الثاني عن رئاسة آدم الشرعية التي بموجبها كان نائب البشر شرعاً (أي بتعيينٍ رسمي من الله) وحُسب عليهم جرم معصيته لأنه نائبهم الشرعي. والنتيجة أن جرم خطية آدم الأولى وضياع بره الأصلي وفساد طبيعته بسقوطه وصل إلى جميع نسله لأنه رأسهم الطبيعي ونائبهم الشرعي، وأن بين البشر وآدم علاقة طبيعية وعلاقة شرعية. فبواسطة العلاقة الطبيعية أخذوا منه الطبيعة الفاسدة. وبعلاقتهم الشرعية به حُسب عليهم جُرم معصيته.

ولما كان المذهبان الأولان من المذاهب الخمسة المتقدمة في علاقتنا بآدم، أو تعليل حسبان جرم معصيته الأولى على نسله مخالفَيْن صريحاً للكتاب المقدس لا نلتفت إليهما الآن، بل نبحث بالتدقيق المذاهب الثلاثة الأخيرة.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
اختلف المسيحيون في تفسيرهم لمعنى تذكار عشاء الرب
مسلكي ومربضي ذريت
ذرية النجاح
قصة: قنبلة ذرية!
جُونِي من ذرية جاد


الساعة الآن 01:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024