منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 07 - 2023, 11:43 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

آرميا النبي | الله وشعبه




الله وشعبه:

يقدم لنا إرميا النبي الله ليس فقط سيدًا للتاريخ، بل هو أيضًا "ينبوع المياه الحية" (إر 2: 13)، بكونه مصدر الحياة. كما يقدمه "الفخاري" (إر 18: 1-12) الذي لا يزدري بقطعة طين، بل يبذل كل الجهد ليقيم منها آنية للكرامة. هو خالق العالم الذي وضع لكل شيء قانونه ونظامه الطبيعي (إر 5: 22؛ 8: 7؛ 10: 12-13؛ 27: 5-6؛ 31: 35-36).
إن كان إرميا النبي يتحدث عن قرب الله من كل البشرية وخطته الإلهية نحو كل الأمم، فقد أعطى اهتمامًا خاصًا باختيار شعبه مجانًا، بلا فضل من جانبه. لقد دعي إسرائيل بكر حصاد الله (إر 2: 3)، أي يتقبله عن البشرية كلها كأنه بكور الكل؛ وميراثه المقدس (إر 12: 7-9)؛ وكرمه (إر 12: 10)، وقطيعه (إر 13: 17)؛ وعروسه (إر 13: 10 إلخ)، ومحبوبته (إر 11: 15؛ 12: 17)، لهذا يطلب منها أن تسلك كما يليق بكرامتها وحبه لها (إر 2: 2 الخ؛ 6: 16الخ)، إذ دخل معها في عهد خاص (إر 7: 23؛ 11: 4؛ 24: 7؛ 31: 33).
الله - كما تحدث عنه إرميا النبي - هو إله الحب الذي لا ينسى حب صبا شعبه (إر 2: 12؛ 3: 19)، إله رحوم (إر 3: 21الخ)، يهتم بإسعادها ويعمل لحساب مستقبلها ويهبها رجاءً. لا يتوقف عن تكرار الدعوة لها لكي تعود إليه، فهو يترقب مجيئها بترحاب بالرغم من كل شرورها وآثامها... مستعد أن يصفح بلا عتاب إن رجعت يقبلها إليه.
يقدم إرميا النبي مفهومًا حيًا لعلاقة الله بشعبه، فهي ليست علاقة بالشعب كجماعة فحسب وإنما هي أيضًا علاقة شخصية تمس حياة كل عضو في الجماعة. هي علاقة الله بكل قلب، بكونه عضوًا حيًا في الجماعة، لذا يهتم أن يكون القلب مقدسًا لكي يدخل في هذه العلاقة خلال العهد الإلهي (إر 31: 33-34).
يرى البعض أنه سفر موجه للمرتدين الذين نسوا الله، يدعوهم للرجوع إليه فينسى شرهم؛ لهذا تكررت كلمة "ينسى" أو ما يماثلها 24 مرة كما تكررت كلمة "مرتد" أو ما يعادلها 13 مرة، و"ارجع" 47 مرة... إنه سفر الدعوة المستمرة للعودة والرجوع إلى حضن الله.
أخيرًا إن كان قلب إرميا قد فاض بالأحزان ورثى للشعب الذي حل به الدمار، لكنه يرى خروجًا للشعب، فيه يعود الأبناء من العبودية إلى حرية مجد الله، إذ يقول "هكذا قال الرب امنعي صوتك عن البكاء وعينيك عن الدموع لأنه يوجد جزاء لعملكِ يقول الرب فيرجع الأبناء إلى تخمهم" (إر 31: 16-17). أما أساس هذا الخروج فهو العهد الجديد المؤسس على دم ربنا يسوع المسيح "ها أيام تأتي يقول الرب وأقطع مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهدًا جديدًا، ليس كالعهد الذي قطعته مع آبائهم يوم أمسكتهم بيدهم لأخرجهم من أرض مصر... بل هذا هو العهد الذي اقطعه مع بيت إسرائيل: بعد تلك الأيام يقول الرب اجعل شريعتي في داخلهم واكتبها على قلوبهم وأكون لهم إلها، وهم يكونون لي شعبًا" (إر 31: 31-34).
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
آرميا النبي | طلب الله من إرميا النبي أن يمارس عملًا
آرميا النبي | يقدم الله أيضًا إجابة لتساؤل النبي
آرميا النبي | كأّن الله يعاتب إرميا النبي
آرميا النبي | كأن الله يُعطي لإرميا النبي طمأنينة
آرميا النبي | تمتع إرميا النبي بتقديس الله


الساعة الآن 04:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024