وعلى عكس هذا الغني الكئيب، فإنني تذكرت شخص آخر فاجأته الحياة بأصعب ما فيها، وكان يعاني من مستوى اقتصادي مُعدم، ومع ذلك كان في منتهى السعادة؛ إنه حبقوق الذي قال: «فَمَعَ أَنَّهُ لاَ يُزْهِرُ التِّينُ، وَلاَ يَكُونُ حَمْلٌ فِي الْكُرُومِ. يَكْذِبُ عَمَلُ الزَّيْتُونَةِ، وَالْحُقُولُ لاَ تَصْنَعُ طَعَامًا. يَنْقَطِعُ الْغَنَمُ مِنَ الْحَظِيرَةِ، وَلاَ بَقَرَ فِي الْمَذَاوِدِ، فَإِنِّي أَبْتَهِجُ بِالرَّبِّ وَأَفْرَحُ بِإِلهِ خَلاَصِي. اَلرَّبُّ السَّيِّدُ قُوَّتِي، وَيَجْعَلُ قَدَمَيَّ كَالأَيَائِلِ، وَيُمَشِّينِي عَلَى مُرْتَفَعَاتِي» (حبقوق٣: ١٧-٢٠).
فمصدر السعادة الثابت عند حبقوق ليس من خلال الممتلكات الأرضية، ولا الثروات النباتية أو الحيوانية، ولا حتى بالتوقعات البشرية والاستثمارية، ولكن مصدر سعادته هو في الرب الذي يخلِّصه ويقوّيه ويجعله يتغلب على أي عائق أو احتياج ينتابه.