المنطق الطبيعي عند معظم الناس “عيش حياتك” قبل ما تموت. لكن واهب الحياة وصاحبها، كشف لنا الطريق للحياة عندما قال «اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ» (يوحنا١٢: ٢٤).
هو عايز يقول ببساطة إن الموت أولاً، وبعديه تيجي الحياة المثمرة. والسؤال: كيف ولماذا نموت؟
المسيح نفسه تمم ذلك «سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ» (إشعياء٥٣: ١٢). كان الموت غرض تجسده «ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ» (متى٢٠: ٢٨)، كي يخرج منه ثمر لا حصر له من المؤمنين الذين فيهم حياته (رومية٨: ١٠؛ ٢كورنثوس١٣: ٥؛ كولوسي١: ٢٧)، يتغيرون كل يوم أدبيًا لصورته «مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ» (٢كورنثوس٣: ١٨)، وقريبًا سيكونون على صورة جسد مجده (فيلبي٣: ٢٠). هذا هو الموت بالنسبة للمسيح.
أما بالنسبة لنا، فالضروري هو موتنا عن الذات والملذات. ليس بالضرورة الشرور، لكن أحيانًا أيضًا حتى الاحتياجات الطبيعية والمشروعة.