أحيانا يدخل الزوج في شجار مع زوجته بسبب خلاف أو مشكلة ما، لكن فجأة يكبر الشجار ويتحول إلى معركة إرادة، وصراع لإثبات الذات، ورغبة ملحة في العناد وعدم التراجع، ظنا من كل طرف أنه على حق، وأن تراجعه الآن أو محاولته التهدئة يعني هزيمته الحتمية في هذا الشجار وتسليمه بأن الطرف الآخر على حق.
وبالطبع لأن الرجل الشرقي لا يقبل الهزيمة أبدا أمام زوجته، فإنه لا ينسحب من الشجار أو يحاول تهدئة الأمور حتى وإن تحول الشجار إلى أزمة تكاد تعصف باستقرار حياتهما الزوجية.
بالطبع، ستكون أنت - عزيزي الرجل - قد تحاملت كثيرا على زوجتك ووجهت إليها الكلمات القاسية واتهمتها اتهامات خاطئة ووصفتها بأبشع الصفات، لمجرد أنها تتمسك بوجهة نظرها التي قد تكون صحيحة، لكنك لا تريد الاعتراف بذلك، فتقوم باستفزازها ودفعها لأن تخطئ بكلامها أو تصرفاتها حتى لا تكون أنت المخطئ وحدك، وفي النهاية يخرج الوضع عن السيطرة ويتحول الشجار لصورة قبيحة تكشف أسوأ ما قد يتحول إليه الأمر بينك وبين زوجتك:
إليك الخطوات التي قد تساعدك على تجاوز احدى هذه المشاجرات التي تهدد بتفريقك عن زوجتك:
1- انسحب فورا:
في المشاجرات العادية ستثبت على موقفك وتوضح لزوجتك أنها خاطئة، لكن هنا الوضع مختلف، فأنت تعلم أنك أخطأت بتصرفك الأول، وأخطأت مرة ثانية باصرارك عليه وعلى مشاحنة زوجتك، وهنا عليك الإنسحاب فورا من المناقشة حتى تهدأ انت وزوجتك.. ولكن ما العلامات التي تخبرك أن الأمر دخل في منطقة الخطر؟
الحديث عن الماضي واستعراض أخطائها في المرات السابقة، وكذا الهجوم على أفراد أسرتها وانتقادهم بشكل جارح، ونعتها أو أسرتها بأوصاف جارحة ومحرجة - فاذا ظهرت احدى هذه العلامات أو جميعها في الشجار، فعليك التراجع والانسحاب فورا حتى تتمالك أعصابك وتعود إلى صوابك ثم تناقش الأمر في هدوء.
ولكن لا تؤجل النقاش حول هذا الشجار لأكثر من 24 ساعة، فالأمر سينسى وبعدها سيتحول إلى كارثة في الشجار القادم.
2- المناورة:
عندما تعيد المناقشة في هذا الشجار مع زوجتك، ووجدت اصرارا من جانبها على أنك مخطئ، وكان معها الحق في ذلك، فعليك محاولة تجاوز الأمر من خلال التركيز على نقاط أخرى تبرر لك هذا التصرف، واذا فشلت، حاول المناورة بأسلوب مختلف تماما.
الفت نظرها إلى شئ آخر يصرف انتباهها عن قائمة الاتهامات التي جهزتها لك، بأن تقول لها أن مزهرية الورد على المنضدة جميلة، أو أن ثيابها أنيقة أو ماكياجها رقيق ويجعلها تبدو كأميرة، أو أنك تكره الشجار معها لأن ذلك يحرمك من الاستمتاع بابتسامتها الصافية.... إلخ.
هذا التكنيك سيمنح زوجتك الوقت لتصبح أهدأ وسيعطيك فرصة إضافية لتفكر في كيفية الخروج من هذا المأزق سواء بالاعتراف بخطأك والاعتذار لها، أو تبرير تصرفك بحجج قريبة إلى المنطق.
3- الاستماع إليها:
اذا لم تفلح الخطوة السابقة في التقريب بينك وبين زوجتك لتجاوز هذا الشجار القبيح، فعليك اللجوء للخطوة الثالثة، التي من المؤكد ان زوجتك ستقدرها كثيرا، وهي أن تستمع إليها حقا، وتعطي لها الفرصة للحديث من القلب، لتستعرض لك أخطاءك في هذا الشجار، وكيف تحاملت انت عليها وظلمتها بتصرفاتها وصراخك.
ولكن بعد ذلك لا ترد عليها فورا، خذ وقتك لتستجمع أفكارك وترتبها.
4- اظهار عواطفك:
آخر خطوة ستمحو تماما آثر هذا الشجار العنيف، هو أن تظهر مشاعرك وعواطفك تجاه زوجتك من خلال العلاقة الحميمية، ذلك أن هذه العلاقة انعكاس لشعور كل منكما تجاه الآخر، فأنتما كنتما تتبادلان الصراخ منذ يوم، ثم بدأتما النقاش في هدوء منذ بضع دقائق وتخلصتما تماما من المشاعر السيئة تجاه بعضكما، والآن ستظهران عاطفة كل منكما للآخر من خلال أسمى رابطة شرعها الله بين الزوجين.