رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا تحكموا قبل الوقت «لاَ تَحْكُمُوا فِي شَيْءٍ قَبْلَ الْوَقْتِ، حَتَّى يَأْتِيَ الرَّبُّ » ( 1كورنثوس 4: 5 ) إن الصفة العظيمة المطلوبة في الوكلاء، ليست هي الاجتهاد أو الفصاحة أو الشعبية، بل إنها “الأمانة”. وفضلاً عن ذلك، فالأمانة مرتبطة بالرب بالذي يُعيِّن. ولذلك أمكن للرسول أن يقول: «وَأَمَّا أَنَا فَأَقَلُّ شَيْءٍ عِنْدِي أَنْ يُحْكَمَ فِيَّ مِنْكُمْ، أَوْ مِنْ يَوْمِ بَشَرٍ». إنه لم يقل إن حُكمهم عليه لا قيمة له، بل إنه أقل أهمية. كما أنه لم يثق في حُكمه على نفسه. فمع أنه لم يشعر بأي دافع شرير في نفسه (ع4)، ولكن هذا سوف لا يُبرره من عدم أمانته أمام الرب، الذي يعرف خفايا مشورات القلب، ولذلك فإنه وحده يمكنه أن يُقدّر قياس الأمانة في كل واحد من عبيده. ولن يُعرَف هذا «حَتَّى يَأْتِيَ الرَّبُّ» (ع5). ولذلك فإن الخادم الحقيقي لن يتطلع إلى استحسان الناس، أو يجعل لها قيمة كبيرة في نظره. وكم يحدث غالبًا، أنه في ذات الأمور التي يمدحنا القديسون عليها، إننا نجد الجسد عاملاً بدوافع ذاتية فيها، مما يتطلب أن نحكم على ذواتنا أمام الرب! ولذلك فإننا لا يجب أن نحكم قبل الوقت. فإن كُلاً من إدانة الناس، ومدحهم متساويان في الخطأ. وعند مجيء الرب، فإن وكالة العبد سوف تجد تقييمها في وضعها الصحيح وقيمتها الفعلية «وَحِينَئِذٍ يَكُونُ الْمَدْحُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ اللهِ». ليس بمعنى أن كل واحد سيُمدح، بل إن الذي سينال المدح سيكون مدحه من اللّه. إن الناس تحكم طبقًا للمنظر الخارجي، أما الرب فيتناول في حكمه «خَفَايَا الظَّلاَمِ (أو الأشياء المستورة)»، وأيضًا «آرَاءَ الْقُلُوبِ» (ع5). فكم من أعمال تبدو الآن أن لها مظهر الأمانة العظيمة، وعندئذٍ سيُكشف دافعها أنه ليس كذلك. ومن الجدير بالملاحظة أنه عندما يحرضنا الرسول قائلا: «لاَ تَحْكُمُوا فِي شَيْءٍ قَبْلَ الْوَقْتِ»، فإنه لا يتحدث عن عدم الحكم في كلمات وأفعال الخدام، بل عن الدوافع الخفية لهم. |
|