ما أبعد الفارق بين مواجهة شاول الملك للموت إذ ختم حياته بصورة مخزية بعصيانه الرب حتى آخر أيام حياته، ومواجهة بولس الرسول له، إذ يقول: "وقت انحلالي قد حضر، قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان، وأخيرًا قد وضع لي إكليل البر" (2 تي 4: 6-8).
الإنسان الفاسد داخليًا يجمع لنفسه مرارة من يوم إلى يوم حتى اللحظات الأخيرة من حياته، وأما الروحي فيخزن في أعماقه أمجادًا متلاحقة تملأ أعماقه فرحًا حتى نهاية حياته على الأرض. ومع هذا فإن الله لا يغلق الباب أمام الأول طالبًا توبته ولو في النفس الأخير كما حدث مع اللص اليمين، ولا يليق بالآخر أن يتهاون لئلا يسقط.