رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أعماق قلب داود النقي من جهات كثيرة منها: أ. لم تُفقِد مقاومة شاول المستمرة اتضاعَ داود أمامه، إذ يدعوه "سيدي الملك"، بينما يدعو نفسه "برغوثًا واحدًا"... الغالب المنتصر يدعو نفسه "برغوثًا واحدًا" بينما يدعو المنهزم الساقط: "سيدي"! اتضاع داود هو سر قوته! كان النجاح يزيده اتضاعًا، والاتضاع يهبه نجاحًا مستمرًا! شبّه خروج شاول وراء لقتله كصياد يبذل كل الجهد وسط الجبال ليصطاد حجلًا (طائرًا صغيرًا). ب. استطاع داود أن يقول بشجاعة: "أي شر بيدي؟"... هكذا ليتنا لا نسقط في شر حتى يمكننا أن نتكلم بروح الغلبة في شجاعة، إذ يحرم الشر الإنسان من الشجاعة. ج. قدم داود لشاول احتمالين: الأول أن الله سمح بالهياج عليه كتأديب لداود عن خطايا ارتكبها، فهو مستعد أن يقدم تقدمة "ذبيحة خطية" معترفًا بضعفاته وخطاياه، والثاني أن أناسًا أثاروا ضده، هؤلاء يجلبون اللعنة على أنفسهم لأنهم يوشون به. د. بقوله "قد طردوني اليوم من الانضمام إلى نصيب الرب، قائلين: "اذهب أعبد آلهة أخرى" كشف عن مرارة نفسه الداخلية بسبب حرمانه من الشركة مع شعبه في الصلاة والتسبيح وكل صنوف العبادة. الذين يوشون به لدى شاول يريدون أن يدفعوا به إلى حرمان من شركة الجماعة المقدسة، وكأنهم يطلبون منه أن يذهب إلى شعوب وثنية يمارسون عبادتهم للآلهة الغريبة. ه. آمن داود بعدل الله الذي يسمع للصرخات الخفية الداخلية، إذ يقول: "ولا يسقط دمي إلى الأرض أمام وجه الرب". فإن قُتل يصرخ دمه قدام الرب كدم هابيل (تك 4: 10). |
|