رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أُوجَد في المسيح «كُلَّ الأشْيَاءِ .. أَحْسِبُهَا نفَايَةً لِكَي أَرْبَحَ الـمَسِيحَ، وَأُوجَدَ فِيهِ» ( فيلبي 3: 8 ، 9) إنه لَّحق مبارك أن بولس جاء بخطاياه إلى الصليب، وهناك غُسلت في دم ذبيحة الخطية الكفَّاري. لكننا في فيلبي 3: 4-9 نرى شيئًا آخر. نرى ناموسيًا يُطوِّح بعيدًا ويطرح عن نفسه طرحًا برّه الشخصي حاسبًا إيَّاه ”نُفَايَةً“، بالمُباينة مع المسيح المُمَجَّد المُقام الذي هو بر المؤمن؛ البر الذي للخليقة الجديدة. لقد كان لبولس خطايا ينوح من أجلها، وكان له أيضًا بر يفتخر فيه. كان له ذنوب تثقل ضميره، وكان له أيضًا على هامته غار من البر الإنساني. كان له الكثير مما يَخجل منه، وكان له أيضًا الكثير مما يتباهى به. لكن الفكرة الخصوصية في هذه الأعداد ليست عن خاطئ يُعوِّل على غفران خطاياه ومحو آثامه، بل عن ناموسي يلقي جانبًا ببره، وعن مُتعلِّم يطرح شهادته، لأنه بكل بساطة، وجد مجدًا أفضل، وشهادات أبقى، وبرًا أبديًا في المسيح المُرفَّع المنتصر. إن الموضوع ليس هو موضوع بولس الخاطئ المحتاج إلى بر، بل الموضوع موضوع بولس الفرِّيسي الذي فضَّل البر الذي أُعلن له في المسيح، لأنه أفضل جدًا وأمجد بما لا يُقاس من أي بر آخر. بكل تأكيد كان بولس كخاطئ يحتاج كغيره من الخطاة إلى بر يقوم فيه أمام الله. لكن ليس هذا هو موضوع الكلام في فيلبي 3. فليس الأمر هو أن خطاياي هي التي تدفع بي إلى المسيح، بل إن فضائل المسيح هي التي تجذبني إليه. صحيح أن لي خطاياي ومن ثم أحتاج إلى المسيح، لكن حتى وإن كان لي بر فيجب أن أطرحه عني، وبكل فرح وغبطة أخفي نفسـي في ذلك الشخص المجيد، لأنني إن كنت أتمسَّك ببرِّي الذاتي بينما أعدَّ الله لي بالنعمة برًا مجيدًا في المسيح فهذا يُعتبر ”خَسَارَةً“ مُحقَّقة بلا شك. ومثل آدم في جنة عدن، كان عُريانًا فصنع لنفسه مئزرة، لكنها كانت تكون ”خَسَارَةً“ كبيرة لو أنه تمسَّك بالمئزرة التي من أوراق التين وفضَّلها على الأقمصة التي صنعها له الرب من جلد الذبيحة. بكل تأكيد من المُفضَّل جدًا أن تكون لنا أقمصة من صُنع الله على أن تكون لنا مآزر من صنع الإنسان. من الأفضل جدًا أن يوجد الإنسان في بر الله الذي بالإيمان بيسوع المسيح على أن يوجد في برّه الذاتي بأعمال الناموس. وليست الرحمة فقط في خلاصنا من خطايانا على أساس موت المسيح لأجلنا، بل أيضًا هي رحمة أن نَخلُص من برّنا الذاتي، ونقبل عوضًا عنه البر الذي يُعلنه الله ويحسبهُ لنا بالإيمان. |
|