عيد الميلاد
- 1 -
أهمية ميلاد المسيح
بقلم الراهب كاراس المُحرّقيّ
تقديم للدكتور / ميشيل بديع عبد الملك
الكتاب الذي بين يديك أيها القارئ العزيز، يُعالج موضوع التجسّد الإلهيّ من نواحي متعددة: روحيَّاً، لاهوتيَّاً، تاريخيَّاً، كنسيَّاً ثم طقسيَّاً، ويتميّز بالاسلوب الشعريّ الذي كان بعض من آباء الكنيسة في العصور المُبكَّرة للمسيحية يكتبون به مقالاتهم اللاهوتية والروحيَّة.
وأظهر الكاتب في مستهل حديثه أهمية ميلاد الرب يسوع، ثم انتقل للسرد التاريخيّ الخاص بالاحتفال بعيد الميلاد، معتمداً على ما جاء في الكتاب المقدس بالإضافة إلى المؤرخين القدماء أمثال يوسيفوس، كما أعتمد أيضاً على تعاليم الرسل القديسين وبعض من آباء الكنيسة.
وقد أتقن الكاتب باسلوب هاديء، متسلسل طريقة إيضاح تاريخ الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، موضّحاً الاختلاف الحادث في يوم الاحتفال بميلاد كلمة الله الأزليّ بين الكنيسة الشرقية والكنيسة الغربية.
أمَّا عن مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، فنجد أنَّ الكاتب قام بسرد مظاهر الاحتفال بالعيد، خلال أحقاب زمنية مختلفة في مصر بدءً من العصر الفاطميّ موضّحاً مفهوم استخدام " شجرة الميلاد " وكذلك " المغارة ".
من الناحية الروحية نجد في هذا الكتاب فصلاً خاصاً بعنوان " شهود سر الميلاد "، حيث استعرض الكاتب الشخصيات التي ذُكرت في الكتاب المقدس كشهود عيان لسر التجسّد الإلهيّ، وتقديم هذه الشخصيات الكتابية له أهمية في تأكيد حقيقة أنَّ الله في تجسّده، أخذ جسداً بشرياً كاملاً من العذراء مريم والدة الإله.
ولم يفت الراهب الفاضل الأب كاراس المُحرَّقيّ، أن يتكلم باستفاضة عن العذراء مريم والدة الإله منذ أن تقبَّلت البشارة المُقدَّسة بالحَبَلْ الإلهيّ، إلى أن رأت ابنها الحبيب مُعلَّقاً على خشبة الصليب.
بالنسبة لمعالجة الموضوع من الناحية الطقسية، فقد أسهب الكاتب في شرح كيفية الاحتفال بالعيد بحسب طقس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وحيث أنَّ الكاتب هو راهب من دير المُحرَّق العامر الذي يقع في أقدس أماكن بلادنا مصر، والتي استقرت فيها العائلة المقدسة ستة أشهر، فلم يفته أن يُبرز بعض التسابيح والصلوات التي يحتفظ بها الدير إلى الآن وقد توارثها من الآباء السابقين.
إنني أعتبر هذا البحث إضافة جديدة للمكتبة اللاهوتية، لكل من يريد أن يتعمق في القراءة عن سر التجسّد الإلهيّ.
أشكر الكاتب الذي قدم لنا هذا الكتاب، في فترة احتفال الكنيسة القبطية بسر التجسّد الإلهيّ كهدية العيد، وقد استنار روحيّاً بعمل النعمة الإلهية وأخرج لنا هذا البحث الهاديء الشامل.
أسأل الله أن يجعل كلمات هذا الكتاب سبب بركة ومنفعة لكثيرين، بصلوات صاحب الغبطة والقداسة البابا شنوده الثالث
باعث النهضة الروحية واللاهوتية
وصلوات شريكة في الخدمة الرسولية
أبونا الأسقف المكرم الأنبا ساويرس
رئيس دير المحرق
ولإلهنا كل مجد وكرامة منذ الأزل وإلى الأبد آمين.