رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قصة الحب العجيب «هَكَذا أَحَبَّ اللَّهُ العَالَمَ حَتى بَذلَ ابنَهُ الوَحِيدَ» ( يوحنا 3: 16 ) هذه القصة تفوق في جمالها وعظمتها كل قصة أخرى. إنها قصة حقيقية، لكنها أغرب من كل قصة خيالية. وهذه القصة تخصك، ذلك لأنك موضوع المحبة التي تتكلَّم عنها. محبة مَن هذه؟ «هكذا أَحَبَّ اللَّهُ»، الله الخالق، الأزلي الأبدي، ذاك الذي يقول: «فبمَن تُشَبِّهُونَني فأُسَاويهِ؟ يَقولُ القدُّوسُ» ( إش 40: 25 ). ومَن هم الذين أحبَّهم؟ هل أقلية تمتاز عن غيرها؟ كلا. بل يقول: «هكذَا أَحَبَّ اللَّهُ العَالَمَ». وأنت واحد من هذا العالم. لقد أحب العالم الذي لم يعرف الله بالحكمة، العالم الموضوع في الشـرير، والأثيم أمامه. العالم هذا قد أحبه الله؛ العالم يُعادي الله، وقد سقط وأثم وانحدر إلى الحضيض، إلا أن الله قد أحبه. وكيف أحبه؟ «هكَذا أَحَبَّ اللَّهُ». وكلمة «هكَذَا» صغيرة، وقليلة الحروف، ولكن ما أعظم ما تُعبِّر عنه! «هكَذا أَحَبَّ .. حتى بذَلَ». إن مقياس المحبة هو العطية التي قدَّمها. إن أمكنك تقدير العطية، استطعت أن تصل إلى أعماق الكلمة «هكذا». وما الذي بذله االله؟ لقد «بذَلَ ابنَهُ الوَحِيدَ»، ابنه الحبيب، الابن الذي كان «كلَّ يَومٍ لَذَّتَهُ، فَرِحَةً دَائمًا قُدَّامَهُ» ( أم 8: 30 ). هذا الابن المبارك بذله، أسلَمَهُ للموت! لقد بذله الله «كَفَّارَةٌ لخطايَانَا»؛ بذله ليكون فدية، وأيضًا «لكي لا يَهلكَ كُلُّ مَن يُؤمنُ به، بل تكونُ لَهُ الحيَاةُ الأبديَّةُ» ( 1يو 2: 2 ). «أَحَبَّ المسيحُ .. الكنيسَةَ وأَسلَمَ نفسَهُ لأَجلهَا» ( أف 5: 25 ). والمسيح لم يُسلِم نفسه بغير إرادته، فإن كانت محبة الله لعالم أثيم قد ظهرت في بذل ابنه الحبيب، فإن هذه المحبة تُرى أيضًا في ذاك الذي هو العطية: «المسيحُ.. الكَائِنُ علَى الكُلِّ إِلَهًا مُبارَكًا إِلَى الأَبدِ» ( رو 9: 5 ). «ونَحنُ قَد عرَفنَا وصَدَّقنَا المحَبَّةَ التي لله فينا. اللهُ محَبَّةٌ» ( 1يو 4: 16 ). فهل عرفتها أنت وصدَّقتها؟ إن الذين يُصدّقون محبة الله لنا، يعرفون أيضًا محبة المسيح هذه. وما قد نالوه ليس فقط بركة سلبية، هي عدم الهلاك، بل هناك ما هو إيجابي. فإذ قد أحبهم المسيح واشتراهم بدمه، وخصصهم له، صاروا موضوع عنايته كل يوم، بل كل لحظة، طالما هم في هذا العالم، إلى أن يأتي ثانيةً وتكمل قصة الحب العجيب في دوائر السماء، عندما يرنم المفديون: «لنفرَح ونتهَلَّل ونُعطهِ المَجدَ! لأَنَّ عُرسَ الحَمَلِ قد جَاءَ، وامرَأَتُهُ هَيَّأَت نفسَهَا» ( رؤ 19: 7 ). ليتك - أيها العزيز - تكون أحد هؤلاء المفديين المغبوطين إلى الأبد. |
|