أَوَ ليس عطف الرب كافيًا لإشباع قلوبنا وعواطفنا في وقت الشدة والألم؟ إن إرادتنا الخاصة وقلقنا يدفعاننا أن نطلب الهروب مِن الآلام، والابتعاد عن الضيقات والصعوبات، ولكن جميع مجهوداتنا في هذا ستذهب هَباء. فكم يجب إذًا أن نتعلَّم مِن الألم دروسًا، وأن نأخذ منه لأنفسنا اختبارات روحية سامية، تجعلنا نُحلِّق في جو عالٍ من الشركة الروحية، فيه نستطيع أن نختبر قُرب الرب منا، ووجوده معنا، فنرى نور وجهه، ونلمس حنان قلبه، ونحس بذراعيه تسنداننا في أشد التجارب وقعًا على النفس وأكثرها إيلامًا لها! وحين نحصل على هذه الاختبارات نحتمل الالآم لا بقلق وتذمر، ولكن بشكر وفرح، متمتعين بمنظر الرب في قُربه منَّا وعطفه علينا.