من الذي سيبتهج ويفرح في الملك الألفي؟ في الواقع سيعُمّ الفرح الكون كله، بدائرتيه السماوية والأرضية. وهذا الملك له سمات كثيرة منها القداسة والبر والعدل. وهذه السمات غير متوفرة في أي من حكومات الأرض في الوقت الحالي، ولكن متى وُجدت في الحالة الألفية ستُنشئ في الأرض جوًا من السعادة والفرح لم تعرفه الأرض من قبل، وطالما حلمت به البشرية على مر العصور؛ فأفلاطون في كتابه الشهير ”المدينة الفاضلة“ أو ”اليوتوبيا“ أتى بوصف لمدينة كل مواطنيها ينعمون بالفرح والسعادة، نتيجة الغنى والرخاء وعدل الحكام. والكتاب المقدس تكلَّم عن رغبة البشر في أن يأتي ”مشتهى كل الأمم“. ولا شك أن جميع الثورات التي حدثت على مر العصور هي محاوله من البشر لتحقيق السعادة، التي هي - كما يرينا الواقع - أبعد بكثير عن متناول البشر، لكن عن يقين ستتحقق في المستقبل.