جاءت كلمة "تريحه" في تفسير للمزمور "يعطيه صبرًا". ولعل المرتل يصور لنا أنه وإن كان الأمر فيه مرارة حين يرى الصالحون أن الله يطيل أناته جدًا على الأشرار، فيعيشون في حياة رغدة وينالون سلطانًا، بينما يعانون هم (الصالحون) من الظلم والآلام. لكن في هذه الفترة التي فيها يطيل الله أناته على الأشرار يزين أولاده بالصبر كسمة جميلة تليق بأبناء الطويل الأناة، وفي نفس الوقت تُعد جهنم للأشرار إن أصروا على عدم الرجوع إلى الله.
لا نتخيل أن الملائكة يعدون الحفرة الأبدية أو جهنم بمنظار مادي، وإنما يلقي الأشرار أنفسهم في نار خطاياهم وفسادهم الأمر الذي اختاروه بمحض إرادتهم الشريرة. لست أظن بقوله: "حتى تُحفر للشرير حفرة" أنه يقصد أن الله يعد جهنم بنفسه للأشرار. لسنا ننكر وجود جهنم لكننا لا نتصور انشغال الملائكة بإعدادها. هذا وقد وعدنا السيد المسيح: "أنا ماضٍ لأعد لكم مكانًا" أي الحياة الأبدية بأمجادها الفائقة. ولم يقل للأشرار: أنا ماضٍ لأحفر لكم جهنم، الحفرة الأبدية.