نحن نرشم أنفسنا بعلامة الخلاص كختم إلهي لا ينحل، وهي علامة الصليب التي لا تُمحى والتي لها أثر قوي عميق على النفس التي تؤمن بالمصلوب القائم من الأموات، ونحن نبدأ من أعلى الجبين باسم الآب الذي أحب العالم كله لأنه المصدر الذي منه الخلاص حسب التدبير، وحينما نبدأ من العقل بالرشم من فوق فهو إعلان عن الاستنارة الذهنية الحاصلة لنا بسبب إشراق نور وجه الله علينا، ثم ننزل لأسفل عند البطن لكي تكمُّل الآية المعلنة في الإنجيل (حتى بذل ابنه الوحيد)، وذلك بسرّ الإخلاء والتجسد، إذ أنه ولد كإنسان من بطن العذراء القديسة مريم، لأنه تجسد وتأنس وشابهنا في كل شيء ما عدا الخطية.