رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نَذهَبُ ثُمَّ نَرْجِعُ! "أَمَّا أَنَا وَالْغُلاَمُ فَنَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَنَسْجُدُ، ثُمَّ نَرْجِعُ " ( تكوين 22: 5 ) في طريقهما إلى جبل المُريَّا، لم يقل إبراهيم: "أذهب لكي أذبح إسحاق وأحرقه وأموت بجواره من الحزن المفرط"، كلا، بل قال: "أَنَا وَالْغُلاَمُ ... نَذْهَبُ .. . وَنَسْجُد، ثُمَّ نَرْجِعُ". نذهب معًا ونسجد معًا بكل نشاط القلب والمحبة للرب، ونرجع معًا. ونلاحظ أن هذه أول إشارة صريحة للسجود في الكتاب، حيث قدَّم إبراهيم أغلى ما عنده للرب. هكذا كان يرى المشهد. فلقد كان حاملاً "تُرْسَ الإِيمَانِ" ( أف 6: 16 )، ليطفئ جميع سهام الشِّرير الملتهبة، حيث يحاول العدو أن يُشككه في محبة الله ويثير التساؤلات: أ هذه هي المكافأة للسير مع الله بالتقوى والطاعة؟ وطالما أن هذا سيحدث فلماذا أعطاك هذا الابن؟ هل أعطاه لكي يكسر قلبك؟ ما هي الحكمة في ذلك وماذا سيستفيد الله من ذلك؟ كل هذه الأفكار كانت تعتمل في نفسه، وكانت كافية لسحق روح أي شخص يسلك بالعيان. لكنه ظل صامدًا واثقًا في صلاح الله وقدرته وحكمته، وأنه لا يُخطئ ولا يغدر ولا يُحطم ولا يتنكر لمواعيده، وحتى لو لم يفهم لماذا؟ فإنه لم يطرح ثقته في الله التي لها مجازاة عظيمة، وقَبِلَ امتحان الإيمان بكل خضوع، ورصيد الاختبارات السابقة في سيره مع الله جعله يفهم الله بشكل صحيح. من أجل ذلك مضى في طريقه بكل ثبات ، وبالإيمان "حَسِبَ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى الإِقَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ أَيْضًا" ( عب 11: 19 ). ونحن لا يمكن أن نتعرَّض لما تعرَّض له إبراهيم، ولكن كم هو جميل أنه عندما يُؤخَذ منا أحد أحبائنا نقول في كامل الثقة مع أيوب: "الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ، فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا" ( أي 1: 21 )، دون أن نُحبَط أو ننسب لله جهالة، أو كما قال داود بعد موت ابنه الصغير: "هَلْ أَقْدِرُ أَنْ أَرُدَّهُ بَعْدُ؟ أَنَا ذَاهِبٌ إِلَيْهِ وَأَمَّا هُوَ فَلاَ يَرْجِعُ إِلَيَّ" ( 2صم 12: 23 ) ، وأيضًا نقول واثقين: "لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذَلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ، سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ أَيْضًا مَعَهُ " ( 1تس 4: 14 ) |
|