رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مدرسة الله ومدارس الناس هوذا طوبى لرجل يؤدبه الله، فلا ترفض تأديب القدير. لأنه هو يجرح ويعصب، يسحق ويداه تشفيان ( أي 5: 17 ، 18) إن الطريق الإلهي للمجد هو طريق الآلام والحرمان. والنجاح الروحي يمكن تحقيقه فقط من خلال التعلُّم في مدرسة الله. وهذا النجاح مرتبط بمدى إعطاء كل مُتعلم في هذه المدرسة مساحة أكبر للمعلم. وعلى قدر ترْك المجال لروح الله أن يسود على أكبر مساحة من أفكار وإرادة وقرارات وعواطف المتعلم، على هذا القدر، يُحسب ويُعتبر بحق نجاحه في عيني الله. مدرسة الله تختلف عن كل مدارس وكليات البشر. أن نتعلم على يد الرب، ليس كمَنْ نتعلم على أيدي الناس. وكثيرون فضّلوا الحصول على شهادات من البشر لدخولهم مضمار الخدمة الروحية. لكن مدارس البشر تُعّد الخدام بأسلوب يختلف عن أسلوب مدرسة الله. مدارس البشر تقدم دروسًا ومحاضرات تنفع العقل، وتزيده علمًا وذكاء، وربما تنفخ المتعلم، تزوِّد المتعلم بمعلومات أكثر، وتعطيه الشعور بأنه كفؤ للخدمة، وتُشعره، بل تجعله يثق في ذاته، أكثر من أن يكون اتكاله على الرب. لكن في مدرسة الله، كل فرد يتعلم بمفرده، وله مُعلم واحد هو الرب. هذا المعلم لا يعلمنا ويضيف لنا فقط معلومات، بل أساسًا وقبل كل شيء يفرغنا. في مدرسة الله التفريغ قبل الملء، وفيها يتعلم الخادم الدروس العملية الاختبارية. فيُدخله الرب في امتحانات وتجارب وضغوطات، يختبر فيها السقوط والنجاح عمليًا. يجتاز تدريبات نفسية وروحية. يتعلم إنكار الذات، ويتعلم كم الجسد الذي فيه بغيض. يتعلم التواضع والوداعة التي لا يمكن أن يتعلمها إلا من هذا المعلم الذي قال: «تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب» والتعلُّم عن طريق الحرمان والفطام. إن المعلم العظيم يعرف كل تلميذ لديه، يعرف ما يجب تفريغه وتغييره، لا يعطيه شيئًا أو يملأه قبل التفريغ، والرب يعلم مستقبل كل متعلم في مدرسته، ومع مَنْ سيخدم، وهو كمَنْ يعرف النهاية من البداية، فيهيء ويشكِّل الإناء تمامًا حسب علمه الأسبق، ويستخدمه في الوقت المناسب بالأسلوب المناسب. عزيزي .. أيهما تفضل: مدرسة البشر، أم مدرسة الله؟ مُعلمون بشر، أم المعلم العظيم؟ أنت المعلمُ الوحيدْ عليكَ نستنِدْ وليس لنا غيرُكَ عليه نعتمِدْ |
|