|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
التاسع والعشرون من شهر قلب يسوع قلب يسوع طريقُنا إلى الكمال الكمال، كلمةٌ تطرُقُ أحياناً مسامِعَنا ولكن سريعاً ما تعبر دون أيةِ نتيجة وما ذاك إلا لأننا لا نُدركُ جوهرَها ولا معناها الحقيقي، وأما الذين يشعرون بعمقِها الروحي فينسونَ كلَّ شيء ويسيرون إلى الأمام كما يقول الإنجيل: رجلٌ وجد لؤلؤةً في حقلٍ وذهب وباع كلَّ شيء واشترى ذلك الحقل (متى 45:13) وهذه يجب أنْ تكونَ رسالةُ جميع البشر لأنَّ الكمالَ ليس فقط في اجتراح العجائب والمعجزات، ولا في الأعمال الخارقة وأعمال البطولة، وهو ليس من باب الفضيلة والكماليات، بل إنه أمرٌ مقدَّسٌ وواجبٌ إذ يقول لنا يسوع "كونوا كاملين كما إنَّ أباكم السماوي هو كامل"(متى 48:5). فالكمال إذن يقوم على الاقتداء بالمسيح يسوع، بالسير في خطاه وعيش روحانية الدعوة والرسالة التي أُوكِلَتْ إلى كلِّ إنسان. نعم، إنَّ هذه الحياة طريقٌ طويلة، شاقةٌ وصعبة، ربما تظهر هكذا أمام أعيُنِنا، فلابدَّ من رفيقٍ معزٍّ ومُعين وقوي يثبِّتُ العزيمةَ في الرجاء الأكيد للسير نحو كمالِ القداسة بقوة الروح "قدِّسهم يا رب" (يو16:17). أجل فليس هناك مُعين ومعزّ أكثر من قلب يسوع الأقدس ولا شيء يُضرِمُ المحبةَ في القلوب مثل الإكرام لقلب يسوع، فقد صرّحت القديسة مرغريتا مريم قائلةً:"إنّ العبادةَ الصادقة لقلب يسوع ترفعُ النفسَ في مدةٍ وجيزة إلى أوجِ الكمال لأنها تقرِّبُنا إلى الله بل تحوِّلُنا إليه". وكما يقول القديس اغسطينوس:"إنْ أحبَبْنا الله صِرنا شبيهين به كالحديد في كورِ النار"… فلا شيء أصعب من السيرِ في طريقِ الكمال والقداسة، ولكن كم هو سهلٌ حيث يرافِقُنا قلبُ يسوع في هذه المسيرة ويبقى واحداً منا ونحبُّه ونصرخُ مع بولس الرسول "مَن يفصِلُنا عن محبةِ المسيح: أشِدَّةٌ أمْ ضيقٌ أمْ جوعٌ أمْ عُري أمْ خطر أم سيف" (رو 35:8)… وهكذا تكون حياتُنا مبنية على صخرةِ الكمال "فحياتُنا هي المسيح" (فيلبي 9:8). خبـــر: عُرِفَ القديس فرنسيس دي سالس أسقف مدينة جنيف بسويسرا بتعبدِهِ لقلب يسوع الأقدس وبلغ من خلالِه إلى أسمى درجاتِ القداسة حيث عاش حياةَ التواضع والوداعة، وبقدر ما كان متعلِّقاً بهذه العبادة بقدرِ ذلك كان يعملُ على نشرِها ويوصي بها كلَّ مَن يتصل به وامتثلوا بوداعةِ حياتِهِ في ممارسة أعمال التقوى والفضيلة من خلال حبِّهم لقلب يسوع الأقدس، وحبُّهم هذا لقلب يسوع جعل القديس فرنسيس أنْ يؤسِّسَ رهبانيةً للنساء أسماها "رهبانية الزيارة" محرِّضاً إياهن على نشرِها بغيرةٍ متَّقدة ومحبةٍ مضطَرِمة لقلب يسوع، وفرض على كلِّ أديرةِ راهبات الزيارة أنْ يحتَفِلْنَ احتفالاً سنوياً كبيراً بعيدِ إكرامِ قلب يسوع وقد جعل شعارَهن خاتماً مرسوماً عليه قلبٌ مطعونٌ بحربتَيْن ويعلوه صليبٌ محاطٌ بإكليلِ الشوك. إكـــرام : حاول أنْ تعملَ في مسيرةِ حياتِكَ الأرضية أنْ تعيشَ عمقَ الإيمان بروحِ السماء في طريق الكمال الروحي، وكن مثالاً في الصلاة والعمل، وردِّدْ مع بولس الرسول "كونوا غيرَ متكاسلين في الاجتهاد، حارين بالروح، عابدين للرب"(رو 9:8). نافـــذة : يا قلبَ يسوع الأقدس لا أريد أنْ أحيا إلا لأجلِكَ. |
|