منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 06 - 2023, 03:44 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,659



السنين




السنين التي أكلها الجراد




«أُعَوِّضُ لَكُمْ عَنِ السِّنِينَ التِي أَكَلَهَا الـجَـرَادُ»
( يوئيل 2: 25 )







السِّنِينَ الَّتِي أَكَلَهَا الْجَرَادُ قد تأخذ في بعض الأحيان صورة سنين تُقضـى في البُعد عن الله، في مُلاحقة للملذَّات وإرضاء الذات. كم يترك هذا الأمر القلب فارغًا! نعم، فالروايات والجرائد ليست بديلاً عن الكتاب المقدس، واللعب والرقص لا يستطيعان أن يحلا محل الشـركة مع الله، صداقات العالم هي مُقايضة فقيرة لصُحبة المسيح. لكن كم من البشر حاولوا مثل هذه المُقايضات!

استطاع القديس أوغسطينوس أن ينظر للخلف على السنين التي أكلها الجراد. وكيف عوَّض الله له عنها بصورة رائعة. لم يكن دائمًا قديسًا. حين أصبح شابًا وقع في خطايا واضحة وشنيعة، وتحوَّل أيضًا عن الإيمان الحقيقي. وأبدًا لم تَكُفّ والدته ”مونيكا“ عن الصلاة لأجله. وبالنسبة لأوغسطينوس نفسه، تمنى دائمًا أن يتوب في يومٍ أو آخر، واعتاد أن يُصلِّي: ”يا رب، قدسني، ولكن ليس الآن“. كم كان الله رحيمًا ومُنعِمًا إذ لم يَدِنْهُ بكلامه، وكانت أفكار الله من نحوه أكرم من أفكاره هو الشخصية. ففي يومٍ ما، بعد أن سمع عن أحد القديسين الأوائل، قام عن مقعده، وذهب للحديقة في حزن ذهني عظيم، وألقى بنفسه على الأرض. وهو في هذا الوضع سمع صوت جميل لطفل يصـرخ: خذ واقرأ! خذ واقرأ! نظر حوله، ورأى نسخة من رسائل القديس بولس على العشب. أخذ الكتاب وفتح على هذا العدد: «لِنَسْلُكْ بِلِيَاقَةٍ كَمَا فِي النَّهَار:ِ لاَ بِالْبَطَرِ وَالسُّكْرِ، لاَ بِالْمَضَاجِعِ وَالْعَهَرِ، لاَ بِالْخِصَامِ وَالْحَسَدِ. بَلِ الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ، وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيرًا لِلْجَسَدِ لأَجْلِ الشَّهَوَاتِ» ( رو 13: 13 ، 14). من تلك اللحظة تغيَّر، ثم فكَّر في أنه سيكون لمجد الرب إذا روى عن تاريخ حياته السابقة. وهكذا تكلَّم عن نفسه قائلاً: ”أتمنى أن أسترجع ذكرى ماضيَّ اللئيم الأليم، وفساد نفسي، ليس لأني أحبهما، لكن لكي أظل أحبك، يا إلهي. أفعل ذلك حبًا في الحب، استرجع لذهني طرقي الرديئة، حتى - حين أشعر بمرارة خطيتي - أشعر أيضًا بحلاوة شخصك“.

وهكذا يحوّل الله الخاطئ لقديس. هل هناك أحد ممَّن يقرأون هذه السطور يُشارك أوغسطينوس في الجزء الأول من تجربته؛ حياة ضائعة في الخطية؟ مَنْ عوَّض القديس أوغسطينوس عن هذه السنين، يستطيع أن يفعل نفس الشيء معك. نفس الإله ما زال حيًّا. وحتى وإن شوَّهت خطايا كثيفة مثل الجراد حياتك الماضية، فهو يستطيع أن يُعوِّض عن السنين التي أكلها الجراد.

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ألا تفتقدنا فى وسط السنين يا رب
حب تحكمه السنين
تمر السنين
تمر السنين
ترنيمة أدى سنة من السنين


الساعة الآن 04:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024