المؤمن الحقيقي الذي آمن وأحب الرب بقلبه حاملاً صليبه المُحيي، لأنه تلميذاً حقيقياً له، هو الذي يثبت في موضعه، ولا يتراجع للوراء لأنه وضه يده على المحراث، مثل الفلاح الذي يحرث الرض ناظراً امامه ولا ينظر خلفه أبداً، ومهما ما كانت الصعوبات بل والرعب من الذي يقف أمامه، حتى ولو كان حتى جليات الجبار الذي هزمه داود باسم رب الجنود، فأنه يرفض كل الأسلحة الأرضية مثلما فعل داود الطفل الصغير، متخذاً سهام الإيمان الحي؛ ملوحاً بقذيفة اعتراف الإيمان الصحيح، مباركاً على وقاحة المقاوم، محتقراً كل تهديد ياتي عليه من اي اتجاه أو مكان أو شخص، أو حتى شيطان، غير مبالٍ باي قوة مهما ما كانت، وبذلك يكون مستحقاً أن يتكلم المسيح الرب فيه بروحه القدوس الساكن في داخله، والذي يشع فيه غلبة يسوع بالصليب...