وكما يفتقد الراعي قطيعه يوم يكون في وسط غنمه المشتتة، هكذا افتقد غنمي وأُخلِّصها من جميع الأماكن التي تشتتت إليها في يوم الغيم والضباب.
عزيز القارئ أن تولَّد في داخلك – في أي وقت – حس غامر عميق يوجهك نحو الله
وأردت أن تتبعه فعلاً بكل شوق قلبك، فاعرف الطريق الذي رسمه ووضعه كالتدبير، ولا تنظر للناس وتعتنق أفكارهم وتسير ورائهم ، ولا تعتمد على عمل ذراعك بقدرتك وتتكل على معرفتك وقراءاتك وتظن أن هذا يُرضي الله، فالله لن يرضى عنك وعني إلا فقط في المسيح يسوع برنا وخلاصنا وشفائنا وحياتنا وقيامتنا الحقيقية كلنا، فلا تحاول أن تدخل لله عن أي طريق آخر غير إيمانك بشخص المسيح متكلاً على برّه الخاص وعمل قدرته فيك ليجعلك خليقة جديدة ويدخلك إلى حضن الآب فيه وحده حسب استحقاقه هوَّ لا أنت، لأنه قام وصعد بقدرته ليجلس بجسم بشريتنا عن يمين العظمة في الأعالي، لأن هذا هو مكانه الطبيعي، لكن الجديد أنه أخذ طبيعتي وطبيعتك ليُجلسنا معه باستحقاقه (الشخصي) هوَّ، لذلك فأن عمله لا يحتاجني ويحتاجك لكي يَكْمُّل، لأنه كامل بسبب طبيعته هوَّ، لأن هو الذي قال قد أُكمل متمماً التدبير ، فلا تظن أنك ستزيد شيئاً أو تنتقص شيئاً مهما ما فعلت أو صنعت، لأنه هو الذي تمم كل شيء وحده ولم يكن معه أحد قط لأنه مكتوب: قد دست المعصرة وحدي ومن الشعوب لم يكن معي أحد ، لذلك فأنه لا يوجد شريك له (على وجه الإطلاق) في عمل الخلاص.