رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وكما يفتقد الراعي قطيعه يوم يكون في وسط غنمه المشتتة، هكذا افتقد غنمي وأُخلِّصها من جميع الأماكن التي تشتتت إليها في يوم الغيم والضباب. لكي نصير فعلياً مؤهلين لحياة الشركة الأبدية فأنه على مدى حياتنا معه – هنا على الأرض – يستمر في أن يُجددنا على صورته ويُلبسنا ذاته ويعطينا حياته الخاصة، لكي نتشرب من نوره وتصير طبيعتنا كلها نور ، وبذلك نستطيع أن نُعاين النور بفرح، ونحيا مُكرسين القلب والحياة كلها له ، لأنه يُكيف كل قوانا لتتناسب مع لقاء الله والحياة في ملكوت مجده الأبدي ، لأنه أن لم يُكيف كل قوانا (بروحه الخاص) ويغيرنا إليه، كيف نستطيع أن نعيش مع الله إلى الأبد في ملكوت محبته؟ فمن المستحيل أن نأتي إلى الآب ونتعايش معهُ بطبع آخر غريب عنه، لا يتوافق مع قداسته وطبيعة نقاوته، ولذلك لا نستطيع أن نجرؤ – من تلقاء أنفسنا – أن نتقدم إليه باسمنا الشخصي ولا بطبعنا الساقط الميت، مهما ما عملنا من أعمال إنسانية سامية للغاية، وقدمنا أعمال رحمة عظيمة تفوق كل وصف، لأننا لا نقترب إليه بشيء آخر غير باسم ابنه الوحيد مستترين فيه[7]، لأنه هو الباب (وحده فقط) المؤدي للحياة، ولا يوجد اسم آخر تحت السماء به ينبغي أن نخلص أو نقترب به إلى الآب السماوي. |
|