يقدم لنا الشهيد ألماخوس أو تلماخوس Almachus, Telemachus صورة حية للنفس الباذلة التي لا تطيق الشر ولا تقبل القسوة، تقدم حياتها لتفتدي بالرب المتألمين. عاش هذا القديس حياته الديرية في الشرق، وإذ جاء إلي روما وكان وقت عرض ألعاب المجالدين، حيث تحتشد الآلاف في المسرح لتنظر الأسري أو العبيد ينزلون الساحة ويمسكون بعض الأسلحة يتقاتلون بلا هدف إلا لبهجة النفوس المتعطشة لسفك الدماء، فتتحول الساحة إلي مجزرة بشرية. تسمي هذه الألعاب باستعراضات المجالدين The gladiatorial shows. تحولت هذه الاستعراضات إلي نوع من الفن، فصار ينزلها أحيانًا بعض الأحرار مقابل مبلغ من المال ليعرضوا حياتهم للموت، بل وأحيانًا يشعر بعض النسوة بالبهجة أن ينزلن الساحة يتقاتلن، وكان البعض يُقاتل وهو معصوب العينين، وأحيانًا كان يُقتل الآلاف في يوم واحد لمجرد الابتهاج بالاحتفال بعيد روماني. رأي الراهب الشرقي هذا المنظر البشع ولم يعرف ماذا يفعل سوي أنه في محبة نزل إلي الميدان، وعبثًا حاول التفاهم، فدخل وسط المصارعين معرضًا حياته للخطر، فاغتاظ المصارعون إذ أفقدهم بهجة القتال فقام الكل عليه يرجموه.في الحال أحس الإمبراطور هونريوس بهذا القلب المحب، واعتبره شهيدًا للحب، وأعلن إلغاء هذا النوع من الرياضة حوالي سنة 400 م (يعيد له الغرب في أول يناير).