هذا السفر يمس حياة كل مؤمن، ففي الأصحاح الأول إذ يئن النبي بسبب الظلم الذي يسود وسط الشعب إنّما يُشير إلى الفساد الداخلي للنفس، والأصحاح الثاني إذ يئن بسبب متاعب الأمّة الكلدانيّة الغريبة يُشير إلى الحروب الروحيّة الخارجيّة، والأصحاح الثالث حيث مزمور الفرح والتسبيح... كان السفر ينطلق بالمؤمن إلى ما فوق المتاعب الداخليّة والحروب الروحيّة الخارجيّة لتحيا بروح الفرح والتسبيح لله. حقًا إنه يئن ويتوجّع بسبب الضيق الداخلي أو الخارجي لكنّه مع الضيق توجد تعزيات الروح القدس المبهجة للنفس.
. عرض لنا هذا السفر مشكلة الشرّ وانتهت بنصرة العدل. فالأشرار يعبرون أما الأبرار فيحيون إن كانوا مؤمنين (حب 2: 4). وقد استخدم الرسول بولس "قلب سفر حبقوق" هذا في تعليمه عن الإيمان (رو 1: 17، غلا 3: 11، عب 10: 38).
. خلال هذا السفر نتلمس شخصية حبقوق النبي كشخص عميق في تفكيره، له خبرته الأدبية المعتبرة، كما يقدّمه لنا "كمصارع مع الله" كقول القديس جيروم.