رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس بولس الرحلة البحرية الرهيبة: + ووصلت الأيام إلى سنة 60 م. حين سطعت الشمس على دروع الجنود الرومانيين وخوذهم في صباح يوم من سبتمبر وهم متراصّون في الميناء. وكانت الفرقة المكلّفة بالحراسة هي "فرقة أغسطس قيصر"، وقد أحاط أفرادها بالمساجين المقيَّدين بالسلاسل ومن بينهم بولس. وكان قائد المائة اسمه يوليوس وهو متعاطف للغاية مع بولس. فقد توثقت بينهما الصداقة خلال السنتين اللتين قضاهما "عبد يسوع المسيح" في السجن في قيصرية. ترى، أكان مجرد تعاطف أم رسالة السيد المسيح قد اخترقت قلب ذلك القائد الروماني؟ + وأركبهم هذا القائد سفينة أدراميتينية. وكان بولس متلّهفًا على دخول العاصمة الكبرى متلهفًا على توصيل معلمه وربه إلى قلب الإمبراطورية. وهو في طريقه الآن للوقوف أمام قيصر وجهًا لوجه. صحيح أن هذه المقابلة قد تؤدي به إلى الموت ولكن الموت له كان طريقًا يوصله إلى حياة كلها بهاء وبهجة. ثم إنه لم يكن وحده. فقد رافقه لوقا الطبيب المحبوب وأرسترخس المكدوني. كذلك نعرف من رسالته إلى أهل رومية أنه كان له أحباء كثيرون في تلك المدينة. وبكل هذه الصداقات والآمال، وبوعيه بحضرة الله، وبالثقة الهادئة التي كان ينظر بها إلى الموت، كان للعالم سلطان هزيل جدًا عليه، سلطان يتراجع أمام المساندة الإلهية التي تغمره. + وفي اليوم التالي أرسوا في صيداء، وهنا ندرك مدى تعاطف القائد يوليوس إذ قد أذن لبولس أن يذهب بمفرده إلى أصدقائه وهو غير مقيَّد بالسلاسل ليتعزّى قلبه بعنايتهم، وحينما وصلوا إلى ميراليكيا وجد قائد المائة سفينة إسكندرية مسافرة إلى إيطاليا فنقل إليها أسراه. وكانت السفينة تحمل القمح إلى رومية، وجدير بنا أن نذكر أن مصر ظلّت تورّد القمح إلى العاصمة الرومانية أولًا ثم إليها وإلى العاصمة البيزنطية. فهي كانت تعطي باستمرار، وهي لم تعط القمح فقط بل أعطت العلوم والآداب والفنون ثم في ملء الزمان أعطت المسيحية أيضًا. + على أن الريح كان عاصفًا فسارت السفينة رويدًا رويدًا وبمحاذاة الشاطئ إلى أن بلغوا "المواني الحسنة". واقترح البعض البقاء فيها ريثما ينتهي موسم الخطر ولكن ربان السفينة زعم أنه يستطيع الوصول إلى فينكس ليشتّوا فيها. فرفعوا المرساة وطفقوا يتجاوزون كريت، وإذ بريح زوبعية يُقال لها أوروكليدون قد هاجت. فقضوا أيامًا من الهلع ما بين العاصف والظلام حتى لقد سجّل لوقا أنه "انْتُزِعَ كُلُّ رَجَاءٍ فِي نَجَاتِنَا" (أع 27: 20) إلى درجة أنهم ظلوا ثلاثة أيام لا يأكلون ولا يشربون". |
|