منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 06 - 2023, 11:34 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

دانيال النبي| خدمة ملائكية





خدمة ملائكية:

"وإذا بيدٍ لمستني،
وأقامتني مرتجفًا على ركبتيّ وعلى كفَّيّ يدي" [10].
واضح أن دانيال شاهد الرؤيا وهو منبطح على الأرض، وكان مستندًا على ركبتيه ويديه، وكان محتاجًا إلى عون سماوي ليُقيمه.
اليد التي كتبت على الحائط فأرعبت الملك بيلشاصَّر، هي التي لمست دانيال وأعطته قوة للقيام والتمتع بالفهم. يرى البعض أن اليد السماوية تُشير إلى التجسد الإلهي، حيث قدم لنا السيِّد المسيح العمل الإلهي، واهِبًا إيّانا الفهم والحكمة مع الفداء والمجد.
يقول القديس جيروم: [ظهر الملاك في شكل إنسانٍ ووضع يده على النبي إذ كان مستلقيًا على الأرض. لقد حمل شكله (البشري) حتى لا يرتعب! ].
ظهور الملائكة على شكل بشر يكشف عن تقدير السماء لنا كبشرٍ، فهم وإن لم يحملوا أجسادًا مثلنا لا يستنكفون من الظهور بشكلٍ بشريٍ. أنهم بهذا أيضًا يعلنون عن شوق السمائيِّين إلى الدخول في صداقة معنا.
"وقال ليّ: يا دانيال أيُّها الرجل المحبوب (جدًا)،
افهم الكلام الذي أُكلِّمك به،
وقم على مقامك،
لأنيَّ الآن أُرسلت إليك.
ولما تكلم معي بهذا الكلام قمت مرتعدًا" [11].
لمسته اليد وناداه صوت سماوي يحثه على القيام، ينزع عنه الخوف ويهبه فهمًا. ومع هذا إذ قام دانيال كان مرتعدًا. وكأن الله من أجل محبته لنا، يسمح أن يترك فينا شيئًا من الضعف لكي لا نستكبر. لقد كان دانيال دون سواه مؤهلًا لنعمة الرؤى في عهده، ونال عونًا إلهيًا إذ أرسل الله له رئيس الملائكة جبرائيل يلمسه بيده ويتحدث معه، ويقدم له الفهم. لكنه بقي في رعدة فيدرك مع إبراهيم أب الآباء أنه تراب ورماد.
لمست يد سمائية دانيال وأقامته، ربما كانت يد رئيس الملائكة جبرائيل الذي يُفسر الرؤى لدانيال (دا 9: 23)، هذا الذي يدعو دانيال بالمحبوب جدًا، لتشجيعه ومساندته.
يُعلق القديس جيرومعلى تعبير: "المحبوب"، قائلًا: [إنه تعبير لائق، فإن كل قديس يحمل جمالًا في نفسه، وهو محبوب من الرب.]
وقف النبي الشيخ لكنه كان مرتعبًا. طمأنه الملاك بأن صلاته قد سُمعت وأُرسلت الإجابة.
"فقال ليّ: لا تخف يا دانيال،
لأنه من اليوم الأول الذي فيه جعلت قلبك للفهم ولإذلال نفسك قدام إلهك سُمع كلامك،
وأنا أتيت لأجل كلامك" [12].
طلب رئيس الملائكة من دانيال ألا يخف، ولم يكن ذلك في قدرة دانيال بل كان محتاجًا إلى عونٍ إلهي يهب فكره سلامًا، ويهيِّئ أعماقه لإدراك الأسرار الإلهية. بقوله: "لا تخف" لا يقدم مجرد وصيَّة سمائية، بل عطية سمائية يهبها الله نفسه لمحبِّيه. أما لماذا قُدمت هذه العطايا لدانيال دون الذين حوله، هل عند الله محاباة؟ حاشا! لقد جعل دانيال قلبه للفهم، وذلك بالصلاة والصوم والتذلُّل مع التوبة. تمتع دانيال بعطايا إلهية مجانية، لكن ليس وهو متهاون في حياته، يحيا لا بروح الترف والتدليل، بل بروح الجدية، ملتجئًا إلى الله واهب الفهم والمعرفة. وكما يقول القديس يوحنا الحبيب إننا نعرف أننا إن طلبنا شيئًا حسب مشيئته يسمع لنا (1 يو 5: 14).
لقد تذلل دانيال بالتوبة قدام الله إلهه، أي خلال العلاقة الشخصية مع الله الذي يحسبه إلهه، أي ينسبه إليه، ولهذا تأهل أن يرسل الله ملاكه إليه، لأن ملاك الرب حال حول خائفيه (مز 145: 19).


"ورئيس مملكة فارس وقف مقابلي واحدًا وعشرين يومًا،
وهوذا ميخائيل واحد من الرؤساء الأولين جاء لإعانتي،
وأنا أبقيت هناك عند ملوك فارس" [13].
يبرر الملاك سبب تأخيره 21 يومًا أو ثلاثة أسابيع، وهي الأسابيع التي كان فيها دانيال النبي صائمًا ومتذللًا أمام الله، لكن لم يعرف دانيال ذلك حتى تمَت الثلاثة أسابيع، فقد كان الملاك يعمل لصالح النبي وهو لا يدري.
كثيرًا ما نظن أن الله لا يسمع لصلواتنا أو يتباطأ في الإجابة، مع أنه مهتم بنا، ويخفي عنا عمله من أجلنا حتى نكتشفه في الوقت المناسب، حين نصير قادرين على فهم خطَّة الله وعمله لأجلنا.


"وجئت لأُفهمك ما يصيب شعبك في الأيام الأخيرة،
لأن الرؤيا إلى أيام بعد" [14].
يؤكد الملاك لدانيال أنه جاء ليعلن له أن صلواته قد اُستجيبت، وأنه يعمل لصالح الشعب، مقاومًا شر ملك فارس. عاد ليعلن له أن عناية الله ممتدة عبر سنوات طويلة؛ عليه أن ينتظر ليرى بروح النبوة الأحداث القادمة لا إلى يوم رقاده فحسب، بل وإلى مجيء السيِّد المسيح مخلص العالم.
* ليتأكد ذاك الذي يرتاب في استجابة صلاته أنه لن يُستجاب له.
غير أنه يلزمنا ألا نسأل الله بقلقٍ، وذلك كما يُعلِّمنا دانيال الطوباوي، إذ سمع الله له من أول يوم بدأ فيه يقدم الصلاة، لكنه نال ثمرة صلاته بعد 21 يومًا. هكذا ليتنا لا نفتر في غيرة صلواتنا التي نبدأها، إن تصورنا أن الاستجابة قد أبطأت، لئلا تتأجل الاستجابة التي تهبها لنا العناية الإلهية... وهذا ما كان يمكن أن يحدث في حالة النبي المذكور لو لم يُوجد مثابرًا على الدوام بثبات في صلواته خلال الـ21 يومًا رغم أن الاستجابة صدرت من اليوم الأول.
الأب إسحق
أوضح رئيس الملائكة جبرائيل سرّ تأخره في الإجابة على صلاته، إذ له ثلاثة أسابيع يُقاوم "رئيس مملكة فارس" حتى جاء رئيس الملائكة ميخائيل، شفيع شعب الله ومعينًا له. ماذا يقصد برئيس مملكة فارس؟ هل يقصد الملك أم ملاك شرير مقاوم لعمل الله؟
إن ملاكًا شريرًا يوجهه الشيطان ليُجرب ملوك فارس ويؤثر عليهم ضد شعب الله، لذا وقف الملاك جبرائيل يسنده الملاك ميخائيل ليُحطم أعمال عدو الخير ضد المؤمنين، لا يقصد هنا ب "رئيس مملكة فارس"، إنسانًا بل الشيطان الذي يجرب ملك فارس ويحركه.


يقول القديس جيروم: [في رأيي أنه الملاك المُكلف بفارس، وذلك كما جاء في التثنية: "حين قسم العلي للأمم حين فرَّق بني آدم نصب تخومًا لشعوب حسب عدد ملائكة" (تث 32: 8). توجد الرئاسات التي يتحدث عنها بولس: "لكننا نتكلم بحكمة بين الكاملين... التي لم يعلمها أحد من رؤساء (عظماء) هذا الدهر. لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد" (1 كو 2: 6-8). هكذا قدم رئيس أو ملاك فارس مقاومة، عاملًا لحساب المقاطعة الموكولة إليه حتى لا تتحرر الأمة المسبية بكاملها. لعله بالرغم من أن الله قد سمع للنبي بحنو منذ اليوم الذي فيه وضع قلبه للفهم، مع ذلك لم يُرسل إليه الملاك ليعلن له قرار الله المملوء حنوًا لأن ملاك فارس قاومه لمدة 21 يومًا، معددًا خطايا الشعب اليهودي كأساس عادل لبقائهم في السبي وكحجة لكي لا يتحررون].
هل كان رئيس الملائكة جبرائيل عاجزًا عن مقاومة الشيطان الذي يبث روح العنف والكراهية في قمبيز Cambyses ضد المؤمنين؟ أو كان عاجزًا عن مقاومة الملك الشرير نفسه؟ لماذا أرسل له الملاك ميخائيل؟ لست أظن أن حديث الملاك هنا يقلِّل من شأن الملاك جبرائيل أو قدرته، إنما يكشف عن روح العمل الجماعي حتى بين السمائيِّين، وأيضًا يعلن عن اهتمام الله بشعبه، فيرسل لا رئيس ملائكة واحد بل أكثر من أجل شعبه. يقول يوناثان: "لأنه ليس للرب مانع عن أن يخلِّص بالكثير أو بالقليل" (1 صم 14: 6). ويقول آسا: "أيُّها الرب ليس فرقًا عندك أن تُساعد الكثيرين ومن ليس لهم قوة" (2 أي 14: 11).
يؤكد رئيس الملائكة جبرائيل أن دوره لم ينتهِ بعد، بل تركه الله عند ملك فارس الذي لا يزال يحمل كراهية ضد الشعب. فإن الله في عدله لم ينهِ حياة ملك فارس، ولا ألزمه بحب المؤمنين، بل ترك له حرية الإرادة يفعل كما يشاء، ولكن من أجل المؤمنين يرسل ملائكة لصد الهجمات التي تحل عليهم من الملك الشرير.
في التقليد اليهودي كما المسيحي يُنظر إلى رئيس الملائكة ميخائيل كحارسٍ لشعب الله (دا 12: 1).
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
دانيال النبي| خدمة إلهية
دانيال النبي | استخدم دانيال النبي أكثر من تعبير في اعترافه بالخطايا
دانيال النبي | أما الملكة فلسبب كلام الملك وعظمائه دخلت بيت الوليمة
دانيال النبي | يهيئ دانيال النبي نبوخذنصَّر للتوبة
التسبيح خدمة ملائكية خالصة


الساعة الآن 08:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024