رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
السعادة : شعور اعتاد ان يسكن قلوب البشر , هكذا اخبرنا الآباء لكن اين رحلت تلك المشاعر تاركة القلب خاوياً ؟ لا احد يعلم . و حتي لو علم احد سر اختفائها فقد كثرت الاساطير و امتزجت مع الواقع و اصبح من الصعب التمييز بينها فمن البشر من اعتقد انها اخفت نفسها في عدة صور , كالمال و السلطة و العلاقات و الحب و الهدف الاسمي و الدين و حتي الله نفسه . و كثيرة جداً هي تلك الصور التي اعتقد البشر ان السعادة اصبحت تسكنها الان . و اليوم نري اناساً كرسوا حياتهم لجمع المال و اخرين للوصول للسلطة و غيرهم ما زال يبحث عن هدف اسمي للحياة و اخرين جوعي للحب عاجزين عن الوصول لحالة الشبع و الاكتفاء . و نتعجب نحن من هؤلاء المخدوعين , الا يرون في الحياة ما اهو اهم من المال ما هو اعمق من المركز . فندينهم لاننا نحن من يعجز عن رؤية ما وراء الصورة نعجز عن رؤية احتياجاتهم الحقيقية و جوعهم العميق للسعادة . السنا نحن ايضاً نبحث عنها و لكن بطرق مختلفة طرق نعتز بأنها اكثر سمواً , فنحن نبحث عنها في الحب و الاخر . قد يكون الهدف واحد و لكننا لا نستطيع ان ننكر ان لكل منا طريقه . و الاوفر ذكائاً يحاول ان يبحث عنها في اكثر من صورة فيجمع بين المال و المركز و العلاقات و ان امكن التدين و العلاقة مع الله . فهو لا يريد ان يضيع اي فرصة تقربه منها . فليس المال وحده ما لم يعد غاية و لكن للاسف حتي العلاقة مع الاخر و مع الله نفسه اصبحت وسيلة للوصول الي السعادة . فانا لا اريده و لكني اريد ما يمكنه اعطائي . و الاكثر نضجاً يراها في كل شئ . فهي ممتزجة بكل صور و مظاهر الحياة . حتي في الالم تختفي السعادة . فهو يتقبلها في كل شئ و يتقب كل شئ لعله يجدها و لكن للاسف نحب و نمتلك و نسيطر و نتدين و ما زلنا غير سعداء و لا زلنا نتبع نفس الطرق القديمة . فهل تعرف اين المشكلة ؟ اني منذ حداثتي اتخذت قراري . فالسعادة لي هي الحب . و ان طرقت بابي الاف المرات مرتديه اي عبائة اخري غير عبائة الحب فلن اتعرف اليها و لن اقبلها كنزيل في قلبي . لن اشعر بالسعادة الا عندما اختبر الحب و هكذا حرمت نفسي منها الي يومنا هذا . يجب ان تأتيني بالهيئة التي سبق و قررت انها تعيش فيها . و هكذا تأتي كل يوم تترجانا ان نفتح لها قلوبنا و لكننا نرفض و نعتزر متحججين اننا في انتظر من هو اعظم فنحن في انتظار الاسطورة التي اختلقناها صدقاً اخبروني من يهرب من من ؟ اهي من هربت منا ام نحن من يطردها كل يوم خارجاً |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اله الفرص الضائعة |
السعادة تجعلك حلوا ولكن حلاوتك تجلب السعادة |
السعادة في العطاء ربما تفوق السعادة فيما يعطيه لنا الآخرون |
الساعة الضائعة |
الفرصة الضائعة |