رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"أنت أيها الملك، فالله العلي أعطى أباك نبوخذنصَّر ملكوتًا وعظمة وجلالًا وبهاء. وللعظمة التي أعطاه إياها، كانت ترتعد وتفزع قدامه جميع الشعوب والأمم والألسنة. فأيا شاء قتل، وأيا شاء استحيا، وأيا شاء رفع، وأيا شاء وضع. فلما ارتفع قلبه، وقَسَت روحه تجبرًا، انحط عن كرسي ملكه، ونزعوا عنه جلاله" [18-20]. أوضح له دانيال أن ما تمتع به جده الملك نبوخذنصَّر لم يكن سوى عطية إلهية، فإن كل سلطانٍ هو من الله (رو 8: 1)، إذ يُريد الله أن تظهر قوته بطريقة منظورة خلال الممالك. لكنه أساء استخدام العطية، عوض أن يُمجد الله ويخدم البشر تشامخ وتجبَّر قلبه. كان نبوخذنصَّر صاحب سلطان يقتل من يشاء ويعفو عمن يشاء؛ يرفع من يشاء، ويذل من يشاء، ولم يدرك أن حياة الناس هي في يد الله، بل وحياة الملك نفسه وكرامته وسلطانه هذه جميعها في يد الله. * إن كان هذا هو الحال (يستطيع الملك أن يفعل ما يشاء)، يثور السؤال: كيف نفهم ما جاء في الكتاب المقدس "قلب الملك في يد الله حيثما شاء يميله" (أم 21: 1). ربما يمكننا القول إن كل قديس هو ملك، لأن الخطية لا تملك في جسده المائت، بهذا يبقى قلبه محفوظًا في أمان، لأنه في يد الله (رو 6). حالما يوضع في يد الله الآب، فبحسب الإنجيل، لا يقدر أحد أن ينتزعه. أما من يُنتزع يُفهم أنه لم يكن قط في يد الله . القديس جيروم |
|