رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحجر العجيب: "كُنت تنظر إلى أن قُطع حجر بغير يدين، فضرب التمثال على قدميه اللتين من حديد وخزف فسحقهما. فانسحق حينئذ الحديد والخزف والنحاس والفضة والذهب معًا وصارت كعُصافة البيْدر في الصيف، فحملتها الريح فلم يُوجد لها مكان. أما الحجر الذي ضرب التمثال فصار جبلًا كبيرًا وملأ الأرض كلها" [34-36]. أهم ما في الحلم هو هذا الحجر العجيب القادر أن يُحطم هذه الممالك ليقيم ملكوتًا روحيًا يملأ الأرض، ملكوتًا يثبت إلى الأبد. هنا يتحدث عن مملكة جديدة يُقيمها الحجر المقطوع بغير يدين، إذ جاء السيد المسيح ليس من زرع بشر، بل مولودًا من العذراء. يُشير تعبير "لا بيدين" إلى طبيعة مملكته أنها ليست بشرية بل سماوية إلهية، لا بداية له. أما دعوة السيد المسيح بالحجر أو الصخرة، لأنه حجر الزاوية الذي ضم اليهود مع الأمم في إيمانٍ واحدٍ، أي ربطهما كحائطين يضمهما حجر الزاوية. وهو الحجر الذي عليه تتأسس كنيسته. قيل عنه: "الحجر الذي رفضه البناءون قد صار رأس الزاوية؛ من قِبَل الرب كان هذا هو عجيب في أعيننا" (مز 118: 22). يدعوه إشعياء النبي: "حجر صدمة وصخرة عَثرة لبني إسرائيل" (إش 8: 14). و"حجر امتحان حجر زاوية كريمًا أساسًا مؤسسًا" (إش 28: 16). ويقول زكريا النبي: "فهوذا الحجر الذي وضعته قدام يهوشع على حجرٍ واحدٍ سبع أعين" (زك 3: 9، راجع أع 4: 11، 1 بط 2: 7-8). * بعد هذا يبقى أن "الحجر يأتي من السماء، الذي ضرب التمثال (الصورة) وأرعبه وحطَّم كل الممالك ويعطي الملكوت لقديسي الله العلي . * الحجر الذي يضرب الصورة ويجعلها قطعًا، هذا الذي يملأ الأرض كلها هو المسيح الذي جاء من السماء وأتى بدينونة على العالم. القديس هيبوليتس الروماني * لهذا السبب أيضًا إذ رأى دانيال مقدمًا مجيئه قال بأن حجرًا مقطوعًا بدون يدين يأتي إلى العالم. فإن هذا ما يعنيه "بدون يدين" أن مجيئه إلى هذا العالم لا يتم بعمل بشري، أي بعمل هؤلاء الذين اعتادوا أن يقطعوا الحجارة. ليس ليوسف دورًا في ذلك إنما تعاونت مريم وحدها مع الخطة (الإلهية) السابق تدبيرها. وُجد هذا الحجر الذي من الأرض بقوة الله وحكمته. لذلك يقول أيضًا إشعياء: "هأنذا أؤسس في صهيون حجرًا... حجر زاوية كريمًا أساسًا مؤسسًا" (إش 28: 16). هكذا، إذن نفهم أن مجيئه في الطبيعة البشرية لم يتحقق بإرادة إنسان بل بإرادة الله. القديس إيريناؤس * يُشير هذا الجبل إلى مملكة اليهود، ومن هذا الجبل قُطع، حيث وُلد المسيح. حينما يقول: "بدون يدين" نفهم أنه بدون أي عمل بشري، لأن الأعمال تُعرف بالأيدي. الأب قيصريوس * هذا هو هيكل الجسد الذي أُخذ وقُطع من جبل الطبيعة البشرية وكيان الجسد، وذلك بدون أيدي، أي بدون عمل البشر. العلامة أوريجانوس * وُضع حجر كبير على البئر (تك 29) حيث اعتاد رعاة كثيرون أن يدحرجوه عندما يأتون معًا، وعندئذ يقدمون ماءً لأنفسهم ولمواشيهم. لكن يعقوب وحده دحرج الحجر وسقى مواشي عروسه... ما هو هذا الحجر الموضوع إلاَّ المسيح نفسه...؟ دانيال أيضًا يقول: "حجر مقطوع بدون يدين"، الذي هو المسيح المولود بدون (زرع) رجل. إنه لأمر جديد وعجيب أن يُقطع حجر من الصخرة بدون فأس أو أدوات لقطع الحجارة، هكذا فوق كل عجب أن يظهر نسل من عذراء لم تتزوج . القديس غريغوريوس النيسي |
|