منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 05 - 2023, 02:19 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

النبي دانيال | رفضهم أطايب الملك



رفضهم أطايب الملك:

"أما دانيال فجعل في قلبه أنه لا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه،
فطلب من رئيس الخصيان أن لا يتنجس.
وأعطى الله دانيال نعمة ورحمة عند رئيس الخصيان" [8-9].
إذ كان دانيال أمينًا مع الله أعطاه الرب نعمة في عينيّ رئيس الخصيان، وكما يقول المرتل: "وأعطاهم نعمة قدام الذين سبوهم" (مز 106: 46). كما قسَّى الله قلب فرعون ليتمجد في خلاص شعبه، أعطى لُطفًا في قلب رئيس الخصيان ليتمجد الله في دانيال ورفقائه. هكذا يُعطينا طمأنينة لكي نعمل لحساب ذاك الذي يُحرك قلوب من حولنا سواء بالسماح لهم أن يُمارسوا عنفهم أو بتغييرها إلى اللطف فتعمل كل الأمور لخيرنا.
* ذاك الذي أُخذ في السبيّ بسبب خطايا أسلافه تمتع بمكافأة فورية من أجل عظم فضائله. لأنه وضع في قلبه إلاَّ يتنجس بطعام من مائدة الملك، وفضَّل غذاءً متضعًا عن الأطايب، لهذا وهبه الرب منحة سخية، إذ نال نعمة ورحمة في عيني رئيس الخصيان. بهذا يمكننا أن نفهم أنه حتى في الظروف القاسية يُحبْ القديسون بواسطة غير المؤمنين، هذا من قبيل مراحم الله وليس من أجل صلاح الفاسدي.
القديس جيروم
"فقال رئيس الخصيان لدانيال:
إنيِّ أخاف سيدي الملك الذي عيَّن طعامكم وشرابكم.
فلماذا يرى وجوهكم أخزل من الفتيان الذين من جيلكم فتديِّنون رأسي للملك؟!


فقال دانيال لرئيس السقاة الذي ولاَّه رئيس الخصيان على دانيال وحننيا وميشائيل وعزريا:
جرِّب عبيدك عشرة أيام فليعطونا القطاني لنأكل وماء لنشرب.
ولينظروا إلى مناظرنا أمامك، وإلى مناظر الفتيان الذين يأكلون من أطايب الملك، ثم اصنع بعبيدك كما ترى.
فسمع لهم هذا الكلام وجربهم عشرة أيام" [10-14].
كان دانيال الشاب يعيش في أرض غريبة (أرض السبيّ)، وكان يمكنه أن ينتحل الأعذار لعدم الصوم. كان دانيال في وسط مشجع على الخطية، لأنه كان في قصر الملك. وكان لزامًا عليه أن يأكل كل يوم من أطايب الملك وخمر مشروبه.
كان يمارس الصوم حتى وهو في سن الشيخوخة (ص 10)، فكأن قلب دانيال لم يشخ.

ويلاحظ في صوم دانيال النبي:

أ. يمارس دانيال النبي صومه لا بمجرد امتناعه عن الطعام فحسب، إنما قيل: "فجعل في قلبه" [8]. فالحياة الروحية هي تمتع بكنزٍ داخلي. "حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك" (مت 6: 21). هكذا تبدأ الحياة الروحية الصادقة من أعماق القلب، حتى متى حلَّت ساعة التجربة يستطيع المؤمن بالنعمة الإلهية العاملة فيه أن يُقاوم وينتصر، حاملًا قوة الإرادة المقدسة فيه. من جانب آخر لم يقف الأمر عند حدود القلب، لكنه حول ما في قلبه إلى عمل. فالعبادة تبدأ بالأعماق لكنها تُترجم أيضًا عمليًا، فيشترك الجسد مع النفس، والعمل مع الفكر، ويُمارس الإنسان حياته الروحية بكل كيانه الخفي والظاهر.
ب. طلب من رئيس الخصيان إلاَّ يتنجس. يُحسب هذا الطلب من المستحيلات بالنسبة لرئيس الخصيان، لأن تكلفته هي رقبته بلا تفاهم.


آمن دانيال أن الله إله المستحيلات يعمل في قلب هذا الرجل الوثني مادام الأمر يخص قدسية حياته ونقاوتها. لقد غيرَّ رئيس الخصيان أسماءهم، لكنه كان عاجزًا عن تغيير قلوبهم، وطبيعتهم المقدسة في الرب.

لقد حسب دانيال أطايب الملك نجاسة، لماذا؟

· لأن إخوته محرومون من الحياة المترفة، فكيف يعيش في القصر في حياة ترف وغيره محتاج؟!
· لأن ما يُقدم على المائدة قد يحوي أطعمة محرمة حسب الشريعة الموسوية، مثل المخنوق ولحوم بعض الحيوانات المحرمة،وهي غير المشقوقة الظلف والتي لا تجتر. وإن كانت بلا شك تقدم أنواعًا كثيرة من اللحوم على مائدة الملك، ويمكن لدانيال ورفقائه أن يختاروا اللحوم المُحللة.
· خشي هؤلاء الشبان المسبيون أن تلهيهم أطايب الملك عن معرفة وضعهم الحقيقي كمسبيين. أنهم لا يطلبون مائدة الملك بل حريتهم هم وشعبهم. لن تستقر قلوبهم في قصر غريب، بل يشتهون العودة إلى وطنهم. بلا شك كان دانيال ورفقاءه يئنون في داخلهم من أجل ما حلَّ بالشعب والهيكل والمدينة المقدسة، فأرادوا البقاء في حالة مرارة داخلية حتى يترفق الله بهم ويرد السبيّ.
· خشي دانيال من المشتركين في المائدة كمدمنين للخمر، فرفض الخمر تمامًا، وقد قيل: "للذين يدمنون الخمر الذين يدخلون في طلب الشراب الممزوج: لا تنظر إلى الخمر إذا احمرت حين تُظهر حبابها في الكأس وساغت مرقرقة" (أم 23: 30-31). ولعل دانيال كان يحسب نفسه نذيرًا للرب لا يشرب خمرًا أو مسكرًا (عد 6: 2-3). وقد مُنع الكهنة من استخدامه قبل خدمة الهيكل (لا 10: 1-9)، كما حُرم الملوك من استخدامه (أم 31: 4-5). وكما سبق فرأينا أن هؤلاء الفتية كانوا في مرارة داخلية من أجل السبيّ، فكيف يشربون الخمر علامة الفرح؟! أنهم امتنعوا عنه حتى يرد الله سبيهم.
يقول القديس هيبوليتس الروماني: [مباركون هم هؤلاء الذين يحفظون عهد آبائهم ولا يعصون الناموس المُعطى بواسطة موسى، بل يخافون الله الذي أُعلن بواسطته. هؤلاء مع كونهم مسبيين في بلاد غريبة لم تغْرِهم اللحوم الشهية، ولا صاروا عبيدًا لملذَّات الخمر، ولا أمسك بهم إغراء مجد الأمراء؛ بل حفظوا أفواههم مقدسة وطاهرة، وسبحوا بهذه الأفواه الآب السماوي].
* من لم يرد أن يأكل أو يشرب من مائدة الملك وخمره لئلاَّ يتدنس (خاصة إن كان يدرك أن حكمة البابليين وتعليمهم خاطئة) لن يقبل أن يتفوه بما هو خاطئ.
القديس جيروم
دخل دانيال في حوار فيه شجاعة وجرأة مع دالة ولطف وبروح الاتضاع لا البرّ الذاتي. وكأن الحياة الدينية الحقة هي ممارسة الاعتدال، فلا يعيش الإنسان خانعًا في مذلةٍ ولا أيضًا عنيفًا لا يحترم الغير، أو متشامخًا كمن هو أبرّ منهم.


اتسم دانيال في حواره بالحكمة والوقار مع إيمان أن الذي يُحرك قلبه وقلب الغير هو الله. وكأن يلزمنا أن نضع عنصرًا خفيًا في الحوار وهو "تدخل الله لخيرنا الروحي"، فواضح من [9]، أن ثمرة الحوار ونتائجه لم تكن من فعل شخصية دانيال وحدها، إنما هو نعمة قدمها الله بمراحمه له في عينيّ رئيس الخصيان. فإن قلوب المتولين علينا - حتى إن كانوا غير مؤمنين أو قساة - هي في يد الله، يحركها لحسابنا. "قلب الملك في يد الرب كجداول مياه حيثما شاء يُميله" (أم 21: 1).
الله نفسه يريدنا أن نحاوره، كما دخل معه إبراهيم وموسى وداود وغيرهم في حوارٍ معه.
ج. صام دانيال وأصدقاؤه عشرة أيام بجدية وتعبوا، فأعطاهم الله عشرة أضعاف. أعطاهم منظرًا حسنًا وصاروا أسمن من كل الفتيان. ما تم معهم لم يكن طبيعيًا إنَّما هو هبة من الله. ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله (تث 8: 3).
* لقد علموا أنه ليس اللحم الأرضي هو الذي يهب الناس جمالًا وقوة، إنما نعمة الله التي يمنحها الكلمة.
القديس هيبوليتس الروماني
أعطاهم معرفة وعقلًا وحكمة، فالصوم الروحي المعتدل لا يضعف العقل بل يسنده ويقيمه وينميه.
د. يُقدم لنا هذا السفر صورة حيَّة عن صوم دانيال الذي كان يكتفي بالبقول (القطاني [12])، ممتنعًا عن أكل اللحوم (دا 10: 3) كما امتنع عن كل ترف من شرب الخمر ومن المسح بالدهن (دا 10: 3). مارس المرتل الصوم بنفس الكيفية، إذ يقول: "ركبتايْ ارتعشتا من الصوم، ولحمي هزل من أكل الزيوت" (مز 109: 24). هذا ويُصاحب الصوم عن الأكل التوبة والندامة (دا 10: 2).
* كان إيمانه عظيمًا للغاية فأنه ليس فقط وعد أنه سيكون في صحة الجسد بأكله الطعام المتضع، بل وحدد زمنًا لذلك. لم يكن ذلك تهورًا منه بل موضوع إيمان. بهذا الإيمان احتقر الطعام الفاخر الذي للملك.
القديس جيروم
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أطايب الملك وخمر مشروبه في سفر دانيال في الكتاب المقدس
دانيال النبي | فتقدموا وتكلموا قدام الملك في نهي الملك
دانيال النبي | إحضار دانيال أمام الملك
النبي دانيال | وكان دانيال إلى السنة الأولى لكورش الملك
النبي دانيال | لقد حسب دانيال أطايب الملك نجاسة


الساعة الآن 04:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024