زوادة اليوم:
زلزال الحياة
كان الأب والأم ووسطهم طفلتهم الصغيرة نائمون على سرير واحدوإذ فجأة بدأ الأب في هزّ السرير بشدّة فإستيقظت الأم وطفلتها قائلين :
لماذا تفعل هذا ونحن نيام؟
فقال لهم أكملوا نومكم ولا تشغلون بالكم!
تمرّ دقائق قليلة ثمْ يكرّر الأب نفس الحركة مجدّداً فإستيقظت الأم وقالت له :
أريد أن أفهم لماذا تيقظنا من النوم بهذه الطريقة ...؟
فلم يجيبها وتركها وغادر الغرفة بهدوء، فقالت الطفلة لأمّها لماذا يفعل أبي معنا هكذا يا أمّي ؟؟
ألم يحبّنا ويريد أن يخيفنا ؟؟
فقالت لها نامي يا صغيرتي ربّما يكون لديه مشاكل في العمل، ثمّ خرجت وراءه قائلة له :
لماذا لم تجيبني ؟؟
فقال لها في هدوء .. يوجد زلزال ونجف المنزل ومروحة السقف يهتزّون بشدّة وخفتُ أن تشعر به صغيرتنا وينتابها حالة من الذعر والصراخ فقمتُ بإهتزاز السرير بنفسي حتّى لا تشعرون بشيء وتظنّون في أنّي من أفعل ذلك والحمد لله نجحتُ في حيلتي.
فإبتسمت له الزَّوجة وقالت له :
أحسنت التصرّف يا زوجي العزيز.
إخوتي.....
هكذا قد نرى في حياتنا أشياء كثيرة تؤلمنا وتخيفنا وتصيبنا بالذهول ونلوم الله أنّه سمح بها في حياتنا ... وعندما تمرّ الأيّام نفهم جيّداً أنّ ما حدث لنا فهو للخير كي يلهينا عن خطر أكبر كنَّا سنشعر به.
عندما تجد ملامح الحياة في إهتزاز أمام عينيك وأشياء كثيرة غامضة تحدث أمامك لم تجد تفسير دقيق لها فلا تلوم الله عليها بل أشكره على كلِّ حال وثق أنْه ربّما يسمح بذلك كي يلهيك عن التفكير في أشياء أخرى قد تنجح في إفقاد رجائك ...
"لست تعلم أنت الآن ما أنا أصنع ولكنّك ستفهم فيما بعد"
( يو 13 : 7 )