رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* إذ يقول المرتل: "تغسلني فأبيض أكثر من الثلج" (مز 51: 7). ماذا نفهم بالثلج إلا قلوب القديسين التي صارت بيضاء بنور البرّ...؟ الماء إذن هو عقول الكارزين التي تثبت في معانٍ عالية للأمور، عندما يرتفعون بالتأمل في السماويات... بالتأكيد كان بولس يمطر ماءً على الأرض عندما عرف الناموس بطريقة جسدانية. لكنه إذ ارتفع إلى المعرفة السماوية تحول إلى ثلج. لقد غيَّر معرفته السابقة الواهية إلى صلابة الحكمة الحقيقية، رجع ونزل غلى إخوته، إذ عاد ثلجًا إلى الأرض. فإنه حتى بعد بلوغه أعالي الفضيلة، كان يعرف كيف كان غير مستحقٍ، قائلًا: "أنا الذي كنت مجدفًا ومضطهدًا" (1 تي 1: 13). انظروا كيف وضع بعين الاعتبار أن يستدعي عقله ليتذكر ضعفه، لكي يحتمل ضعفات الآخرين. عاد بولس كما بكونه في السماء إلى الأرض التي أُخذ منها، هذا الذي بعد بلوغه إلى الأسرار العظيمة لتأملاته، يتذكر أنه كان خاطئًا حتى يفيد الخطاة بتواضعه.... "أمطار قوة الله عِزِّهِ"، هي الكرازة بناسوته، التي قال عنها بولس (1 كو 1: 25)، وأيضًا: "لأنه وإن كان قد ُصًلب في ضعفٍ، لكنه حيّ بقوة الله" (2 كو 13: 14). لكن القديسين كرزوا هكذا بضعف ناسوته لكي يسلكوا في قلوب السامعين بقوة اللاهوت أيضًا. ليتنا نسمع خلال رعد السحاب أمطار قوته: "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله" (يو 1: 1). لنسمع أمطار ضعفه: "والكلمة صار جسدًا وحلٌ بيننا" (يو 1: 14). البابا غريغوريوس (الكبير) |
|