ان حدث وجود مريم عند الصليب يكشف أيضا مهمة جديدة قد أستدت لها، لقد رأي يسوع أمه والتلميذ الي كان يحبه، ثم قال لمريم:” ، هُوَذَا ابْنُكِ” وقال للتلميذ:” «هُوَذَا أُمُّكَ». ما اجمل من فعل المحبة والمقدّم من الإبن نحو امه القديسة مريم وهو يستعد ليلفظ أنفاسه الأخيرة فلقد كان همّه ليس فقط في نفسه وأيضا لم يكن في حاجة لكي يطلب رحمة من احد اوينتابه اليأس فلا يفكر إلا في حالته، لكنه كان مهتما بمن يحبهم. لقد تواصل أولا مع اللص اليمين واعدا إياه بالفردوس ثم ها هي أمه فسلّمها الي التلميذ الذي كان يحبه وهو يوحنا. على أساس مبدأي وفي تلك اللحظة الثمينة فكلمات يسوع الأخيرة تلك وهو على الصليب وتسليم أمه لعناية تلميذه تعكس حب يسوع وعنايته بأمه. ويسوع قبل موته يفكر كيف ستعيش أمه ومن يستطيع العناية بها بعد موته ومن يا ترى يمكن الوثوق به لتلك المهمة.
هناك شيئ آخرمن حيث ان انجيل يوحنا ككل وخاصة سرده لقصة الآلام مملوء بالعديد من الرموز اللاهوتية والإهتمام بإتمام النبؤات فلا يمكن ان تكون تلك الكلمات كانت تعني فقط نقل رغبة يسوع وقلقه بخصوص طلبات مادية واحتياجات بشرية لأمه، لكن كل تفصيل في ذلك الحدث خاصة عند الصليب تشير لخطة الله واكتمالها بطريقة عجيبة