رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إن الرقة والمحبة وهدوء النفس التي بدت من المسيح لَهي صفات تُناقض بكيفية عجيبة القسوة والكراهية اللتين كانتا في قاتليه، وهي تُقدِّم لإيماننا صورة للمحبة الكاملة التي تُشرق على كل العصور وإلى الأبد. والآن ماذا بالنسبة لنا؟ لقد ترك لنا المسيح مثالاً لكي نتبع خطواته (١بطرس٢: ٢١). إن كلمات الرب يسوع هذه تُعلّمنا درسًا عظيمًا في الغفران المسيحي. لقد صلى لأجل قاتليه، فيجب أن نصلي نحن لأجل المُسيئين إلينا (متى٥: ٤٤). تُوجد أشجار تغمُر الفأس التي تضربها وتضربها بعصير ذي رائحة زكية، وهكذا يجب أن يكون الحال مع شعب المسيح. فبدلاً من الغضب ومقابلة الإساءة بمثلها، يجب علينا أن نُظهِّر المحبة الحقيقية والروح الطيبة، لمن يُوقع الضرر بنا. وهكذا أوصانا الرب يسوع في موعظة الجبل: «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (متى٥: ٤٣-٤٥). إننا بالصلاة نستجلب القوة الإلهية التي تُمكننا مِن أن نغفر. وبالغفران نُظهِر حقيقة ما نحن عليه بالفعل، ونُبرهن أننا فعلاً أبناء الله. وبالمغفرة نتذوق المزيد من غفران الله لنا. يذوب قلبنا فيجد قوة الحب. تُفسح المرارة الطريق للشفقة على أولئك الذين ظلمونا. وقد يُمكننا ربحهم بعد ذلك إلى محبة المسيح. هذا هو انتقام المسيحي الوحيد «فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ. لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ» (رومية١٢: ٢٠، ٢١). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إن الرقة والمحبة وهدوء النفس التي بَدَت من المسيح |
غاليون وهدوء النفس |
النفس التى تحب المسيح |
الصمت وهدوء النفس |
إن السيد الرب ليس مثلنا. هو مفرط الرقة، رحوم وطيب، وعندما تعرفه النفس تكون في دهش لا حد له. |