رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* "لكونهم أشرارً يصفقهم في مرأى الناظرين" (أي 34: 26)... يدعو الكتاب المقدس غير المؤمنين على وجه الخصوص أشرارًا. لأن الخطاة يُميزون عن الأشرار بهذا الفارق: كل شرير هو خاطي، ولكن ليس كل خاطي هو شرير. فإنه حتى الإنسان التقي في الإيمان يمكن أن يكون خاطئًا. يقول يوحنا: "إن قلنا إنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا" (1 يو 1: 8). لكن بحق يُقال عن الإنسان إنه شرير إن كان متغربًا عن قداسة الدين... هدوء سلام الكنيسة نفسه يحجب الكثيرين تحت الاسم المسيحي ويكتنفهم وباء شرهم. ولكن متى ضُربوا بنسمة خفيفة من الاضطهاد، يكتسحهم للحال كالقش من الجرن. يرغب بعض الأشخاص في حمل علامة الدعوة المسيحية، لأن اسم المسيح قد ارتفع عاليًا، فيتطلع الكل تقريبًا في أن يظهروا كمؤمنين. إذ يرون الآخرين يُدعون هكذا يخجلون من أن يظهروا غير مؤمنين، لكنهم يهملون أن يصيروا إلى ما يفتخرون بدعوته... يحتفظ البعض بالإيمان في داخل قلوبهم، لكنهم لا يبالون بالسلوك في الحياة بأمانة... إذ يتجاهلون الحياة الدقيقة يسقطون في عدم الإيمان دون أن يضطهدهم أحد... هؤلاء مخفيون عن أعين البشر لكنهم مكشوفون في بصيرة الله. كثيرون يموتون غير مؤمنين وهم مقيمون في الإيمان نفسه. بحق قيل: "لكونهم أشرارًا يصفقهم في مرأى الناظرين" (أي 34: 26). إذ يُظهرون أنفسهم أمام الناس في الكنيسة كأشخاصٍ أتقياء، لكن إذ لا يقدرون أن يهربوا من الأحكام الإلهية، يُضربون كأشرارٍ. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|