13 - 04 - 2023, 01:24 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
فَدَى نَفْسِي مِنَ الْعُبُورِ إِلَى الْحُفْرَةِ،
فَتَرَى حَيَاتِيَ النُّورَ [28].
هذه هي أغنية القادمين من الضيقة العظيمة (رؤ 7: 14)، إذ يسبحون الله على مراحمه الفائقة الذي رفعهم من حفرة جهنم إلى أورشليم العليا؛ وعبر بهم من مملكة الظلمة ليستقروا في أحضانه أبديًا في النور إلهي. وكما قيل عن أورشليم العليا: "والمدينة لا تحتاج إلى الشمس، ولا إلى القمر ليضيئا فيها، لأن مجد الله قد أنارها، والحمل سراجها" (رؤ 21: 23).
* "فدى نفسي من العبور إلى الدمار" [28]. إذ تتقدمنا النعمة الإلهية في أعمال صالحة، تتبعها إرادتنا الحرة، وإذ نُخضع موافقتنا لله الذي يخلصنا يُقال عنا إننا نفدي أنفسنا. يقول بولس: "أنا تعبت أكثر منهم جميعهم" (1 كو 15: 10). وإذ يخشى أن ينسب أتعابه لنفسه للحال أضاف: "ولكن لا أنا، بل نعمة الله التي معي". فإنه إذ تبع بإرادته الحرة نعمة الله السابقة والواقية فيه، بصدق أضاف: "التي معي"، حتى لا يكون جاحدًا للنعمة الإلهية، ولا يبقى متغربًا عن التأهل للإرادة الحرة...
"فترى حياتي النور" [28]، بمعنى نور الحق الذي لم يكن قادرًا أن يراه حين كان ميتًا في قلبه، أو يعني الرب القائل: "أنا هو نور العالم" (يو 8: 12)...
البابا غريغوريوس (الكبير)
|