13 - 04 - 2023, 01:22 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
يُصَلِّي إِلَى اللهِ فَيَرْضَى عَنْهُ،
وَيُعَايِنُ وَجْهَهُ بِهُتَافٍ،
فَيَرُدُّ عَلَى الإِنْسَانِ بِرَّهُ [26].
بهذا الميلاد الجديد يدخل المؤمن في علاقة مع الله، كابن له دالة لدى ابيه؛ يصلي ويعترف ويسبح ويشكر، مقدمًا بخورًا طيبًا يشمته الله رائحة سرور ورضا في استحقاق ذبيحة المسيح. يتطلع الله أبيه ببهجة قلب، معانيًا وجهه بهتافٍ وتهليلٍ. لا يخشى اللقاء معه، إذ يدرك حقيقة المصالحة التي تمت بالصليب.
يسكب الله على مؤمنيه من ثمار الروح بفيض فيحمل أيقونة المسيح وبرَّه.
هكذا ينقلنا أليهو من الصراخ بسبب الأحزان، إلى الهتاف كأبناء للآب السماوي، نحمل الطبيعة الجديدة المكللة بالمجد، ونتمتع برؤية وجه الله، ونشارك السمائيين تسابيحهم وهتافهم، ونستتر في برّ المسيح الذي نرتديه ثوبًا بهيًا سماويًا.
* "سيصلي إلى الله، فيرضى عنه" يقول بأن الرسول (الشفيع الكفاري) يتوسط أولًا وبعد ذلك الإنسان، فلو لم يتوسط الرب لدى أبيه خلال تجسده، وصلي لأجل حياتنا، ما كان لجمودنا الحي أن يتحرك، فنطلب الأبديات... لكن لأن نور الحق ينفجر بالفرح السري في قلوبنا بعد التجارب، غالبًا بعد أحزانٍ عظيمة، بحق أضيف عن هذا الإنسان المُجرب والمتوسل لدى الله: "ويعاين وجهه بهتاف" [25]. لقد قيل سابقًا كيف يعمل الله بإعلان ذاته لنا، أما هنا فيُظهر كيف أنه يبهجنا عندما يجعل نفسه معروفًا.
هكذا فإن يعقوب بعد صراعه مع الملاك قال: "نظرت الله وجهًا لوجه" (تك 32: 3)، كمن يقول: "أعرف الرب لأنه هو نفسه يتنازل ليعرفني". لكن بولس يعلن أن هذه المعرفة ستتم بأقصى الكمال في النهاية، حيث يقول: "سأعرف كما عُرفت" (1 كو13: 12). بعد النضال في الأتعاب وأمواج التجارب غالبًا ما تُسْبَى النفس متهللة، حيث تتأمل معرفة الحضرة الإلهية (التي يمكنها أن تشعر بها لكنها لا تقدر أن تتمتع بكمالها). لذلك حسنًا قيل عن هذا الإنسان المُجرب بعد أتعاب كثيرة: "يعاين وجهه بهتافٍ" [26]. كلما تأمل الإنسان في الإلهيات يستعيض أفعاله الأرضية بنعمة التأمل، لذلك لاق به أن يضيف بُر لأعماله: "فيردٌ على الإنسان بِرَّهُ" [26].
يُدعى "برنّا" ليس كما لو كان ذلك من أنفسنا، إنما صار لنا بالهبة الإلهية، كما نقول في الصلاة الربانية: "خبزنا اليومي أعطنا اليوم". انظروا إننا ندعوه "خبزنا" مع أننا نصلي لكي نناله. إذ يصير لنا عندما نتقبله، ولكن هو خاص بالله، لأنه هو الذي يعطيه.
البابا غريغوريوس (الكبير)
|