توضح صورة السيد الذي يبتعد لفترة قصيرة ويوصي البواب بأن ينتظره وبضرورة عدم النوم ولو للحظة واحدة فقد يعود السيد في أية لحظة. ولكن هذه وحدها لا تكفي للتعبير عن إمكانية تأخر عودة الرب كما اختبرت فوراً الجماعة المسيحية. قد تطول فترة الانتظار. لذلك دار التساؤل عن كيفية شغل فترة الانتظار هذه. وعليه تمت بعض الإضافات التي يبدو وكأنها تخل بصورة المثل الأولية. تقوم هذه الإضافات في الواجبات والمهام التي يعهد بها السيد لعبيده وتوصياته لهم بالعناية والمحافظة على بيته ومصالحه. تكشف هذه الإضافات محاولات الجماعة لملائمة المثل وتأوينه على الظروف التي يعيش فيها المؤمنون: يجب عليهم السهر دائماً، وكأن السيد على الأبواب ومجيئه وشيك، وفي نفس الوقت الصبر كما لو كان مجيء السيد يبطئ. ومعنى السهر في الحالتين كلتيهما هو الإطلاع بالمسؤوليات الشخصية، سواء في الحياة العامة أو في الكنيسة. لذلك تقول إنه عندما يكشف تحليل المثل عن بعض التفاصيل الغريبة فلا يجب البحث عن الاتساق المطلق للحبكة الروائية، بل يجب البحث عن منطق تعليم المثل استناداً على هذه التفاصيل الغريبة أو المتناقضة. والآن نستطيع أن نلاحظ أن نصائح وتوجيهات المثل متسقة ومتناسقة فيما بينها وأكثر من ذلك فهو تلائم مقتضيات الحياة المسيحية ومتطلباتها.