البابا غريغوريوس (الكبير)
*أجاب أيوب وقال: لمن أنت تعين؟ هل لكائنٍ بلا قوةٍ؟ أو هل تسند ذراع من هو ليس بقويٍ؟ هنا نحتاج أن نعرف أننا نساعد حتى الله، الذي هو بالتأكيد ليس "بلا قوة"، عندما نعمل في تواضعٍ. قال بولس: "نحن عاملان (مساعدان) لله" (1 كو 9:3). فإن كنا نساهم بصوت النصح لأشخاصٍ تعم عليهم نعمة داخلية، نجتاز بهم خلال الروح القدس... إننا نحثهم نحو الكمال فقط عندما يكون الله في القلب معينًا. هنا أيضًا يقول: "ليس الغارس شيئًا ولا الساقي، بل الله هو الذي ينمي" (1 كو 7:3). فإن من يزرع أو يسقي إنما يساعد، ولكن تكون الخدمة باطلة إن لم يعطِ الله النمو في القلب.
أما الذين لهم أفكار متشامخة من نحو قوة عقلهم، فلن يكونوا معينين لله بتواضعٍ، إذ يحسبون أنفسهم أنهم نافعون لله، ويجعلون من أنفسهم غرباء عن الثمر المفيد.