أما أنت: بعد أن انتهى بولس من توضيح الصورة القاتمة في بداية الأصحاح الثالث عن الناس الأشرار والمتدينين الذين يلبسون ثياب التقوى وهم لا يعرفون الرب، يعود ويؤكِّد له على ضرورة الحفاظ على تميُّزه والحد الفاصل بينه وبينهم. ليس هؤلاء فقط، لكن نلاحظ أنه في كل أصحاح من الأصحاحات الأربعة يوجد ثنائي شرير يقاوم الحق وتابعيه أذكرهم لك: فيجلس وهرموجانس ارتدوا عن بولس وتعليمه (١: ١٥). هيمينايس وفيليتس زاغا عن الحق وصارت تعاليمهم ضد المكتوب كالغرغرينة ترعى كآكلة (٢: ١٧). من هم على شاكلة ينيس ويمبريس اللذين قاوما موسى قديمًا، هؤلاء لا يُقبلون إلى الحق، بل يقاومونه (٣: ٨). ديماس ترك بولس وتعليمه، وإسكندر النحاس أظهر شرورًا كثيرة له (٤: ١٠، ١٤). حقًا رسالة مليئة بالصور، أقول السوداء وليس القاتمة. ومع هذا هناك أمناء للرب كتيموثاوس يُشار إليهم بالقول “أما أنت” ليتك تكون منهم عزيزي القارئ.