ان الرب يسوع في سر تجسده ليس فقط اخذ طبيعتنا البشرية من القديسة مريم ولكن ترك نفسه بلا قوة وبلا مساعدة في ظلمة رحمها لكي يؤخذ حيثما ذهبت، انه بدء عمل النعمة الالهية من ان الله قد خلّص العالم باعطاء نفسه للانسان, القديسة مريم وحدها من دون سائر المخلوقات كانت جديرة تماما بتلك الثقة فمن الآن فصاعدا ستحضر يسوع معها. في هذا السر سر تلك الزيارة احضرت مريم معها يسوع، واليصابات ايضا كانت تحمل طفلا-يوحنا المعمدان. يذكر لنا الانجيل ان يوحنا “ارتكض” في رحم امه اليصابات (كلمة ارتكض هي نفسها كلمة رقص بالعبرية- هي ذات الكلمة التي استخدمت حين رقص داود النبي أمام التابوت. (2صموئيل14:6)، وامتلأت اليصابات من الروح القدس وهنا تعلم الكنيسة انه في تلك اللحظة التى التقى فيها الجنينان ان يوحنا استقبل حياة وقوة غير طبيعية اتماما لما تنبأ عنه ملاك الرب لزكريا ابوه قائلا:” وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.“(لوقا15:1).