منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 03 - 2023, 01:54 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,576

* إذ يتوجه ذهن الإنسان ببؤس نحو الخارج، ينغمس في ملذات الأمور الجسدية، فلا يعود إلى أعماقه، ولا يقدر أن يفكر في ذاك الغير منظور... هكذا مكتوب: "قال الجاهل في قلبه، ليس إله" (مز 14: 1؛ 53: 1)...
كثيرًا ما يحدث أن يجعل الناس هدفهم أن يخدموا بالأكثر زملاءهم المخلوقين الذين يرونهم بالبصر الجسدي عن أن يخدموا الله الذي لا يرونه. فإنهم في كل ما يفعلونه، يمتدون إلى حيث تبلغ عيونهم، وإذ لا يستطيعون أن يبلغوا إلى الله بعيونهم، إما يستخفون بتقديم الولاء له، أو إذا ما بدأوا في ذلك يمتلئون قلقًا...
ولكن عندما ينسحب من أمامهم ما هو منظور... فإن أعين الجسد بالحق تكون مفتوحة لكنهم لا يقدرون أن يروا أو يدركوا... يذهب عنهم الإحساس بالصبر، لأن الساكن فيهم قد تركهم، وبقي بيت الجسد فارغًا. الروح غير المنظورة التي اعتادت أن ترى خلال نوافذ الجسد قد رحلت.
لهذا فإن الأمور غير المنظورة أفضل من المنظورة. يليق بكل الجسديين أن يبلغوا إلى قرارٍ من أجل أنفسهم، وبسلم التأمل يصعدون إلى الله. إنه هو الله في كونه يبقى غير منظورٍ، ويستمر السامي حيث لا يمكن إدراكه. لكن يوجد البعض الذين لا يشكون في أن الله موجود، وأنه لا يمكن إدراكه، لكنهم يطلبون منه ولا يطلبونه هو، إنما يطلبون عطاياه الخارجية.

"وماذا ننتفع إن صلينا إليه". أثناء الصلاة إن لم يكن الله نفسه هو موضوع طلبتنا، يضطرب الذهن للحال في الصلاة... يشتاق الله أن يكون هو نفسه المحبوب أكثر من الأمور التي خلقها، وأن تُطلب الأمور الأبدية لا الأمور الوقتية. كما هو مكتوب: "اطلبوا أولًا ملكوت الله وبرَّه، وهذه كلها تُزاد لكم" (مت 6: 33).



البابا غريغوريوس (الكبير)
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تتحقق نبوة إشعياء ليس فقط في الأمور الجسدية بل وفي الروحيات
خلق الله الإنسان في النهاية حتى يتوجه كملك على الخليقة
الحياة الروحية إنكار للذات و ليس إظهار للذات
الإنسان الحر هو ذاك الذى لا تستعبده الملذات الجسدية
الأمور الجسدية والأمور الروحية


الساعة الآن 06:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024