أصبح مجيء المسيح أمراً حاسماً من خلال شفاء الأعمى. فالَأعْمى مُنذُ مَولِدِه أَبصر بعيني جسده. وأَبصر بنُور الإيمان: حين اعترف بيسوع "ابن الإِنْسانِ" وسجد له. وبلغ إيمانه تدريجيا: بقوله انه إنسان" إنَّ الرَّجُلَ الَّذي يُقالُ لَه يسوع" (يوحنا 9: 11) ثم " إِنَّهُ نَبِيّ" (يوحنا 9: 17) ثم " هذا الرَّجُلُ مِنَ الله"(يوحنا 9: 33) حتى بلغ ذروة الإيمان بقوله " آمنتُ، يا ربّ انه المسيح المنتظر (يوحنا 9: 38). فان يسوع كون نُور العالم مكّن الَأعْمى من رؤية ضوء الشمس الحقيقي بعين جسده ورؤية شمس البِرَّ بإيمانه.
أمَّا جيران الَأعْمى، الذين هم يعَرَفَون الَأعْمى تمام المعَرَفَة، فهم شهود عيان لِما حدث، لكنَّهم بسبب عظمة المعجزة وعدم توقعهم لحدوثها، أبدوا دهشة وتشككًا؛ وأمَّا والداه آمنا، لكنهما خافا أن يعترفا بالمسيح خشية طردهما من المجمع،