تشير عبارة "سأَلَهُ الفِرِّيسيُّونَ أَيضاً كَيفَ أَبصر" إلى قصد الفِرِّيسيِّينَ من السؤال ليس التعَرَفَ على الحقيقة، وإنما لإيجاد عِلة يشكون بها على يسوع، ويُشوِّهون بها صورته أَمامَ جمهور الشعب. أمَّا عبارة "أَيضاً" في الأصل اليوناني πάλιν (معناها من جديد أو بدورهم) فتشير إلى الفِرِّيسيِّينَ الذين سمعوا النبأ على ألسنة الناس الذين سألوا الَأعْمى، فأرادوا أن يسألوا الَأعْمى بدورهم كي يسمعوه من لسانه. أمَّا عبارة "جَعَلَ طيناً على عَينَيَّ ثُمَّ اغتَسَلتُ وها إِنِّي أُبصِر" فتشير إلى أقوال الرجل الَأعْمى في الاستجواب الثاني التي لم تكن مناقضة لأقواله في الاستجواب الأول، غير أنه لم يذكر عن السيد المسيح أنَّه "صنع طينًا" (يوحنا 9: 10)، ولا المكان الذي به أغتسل. وكانت شهادة جديدة ليسوع انه هو المسيح على لسان الَأعْمى الذي برئ، وفرصة جديدة لتبيان صحة تعليم المسيح.