رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يُسْرِحُونَ مِثْلَ الْغَنَمِ رُضَّعَهُمْ، وَأَطْفَالُهُمْ تَرْقُصُ [11]. يَحْمِلُونَ الدُّفَّ وَالْعُودَ، وَيُطْرِبُونَ بِصَوْتِ الْمِزْمَارِ [12]. يحيون هم وأبناؤهم، يزداد عدد الأطفال الصغار حتى يسيروا بين جيرانهم كالغنم بلا عدد، ويقضي الأطفال أوقاتهم في رقصٍ ومرحٍ. يعزف الكبار على آلات الموسيقى ويرقص الصغار. لا ينشغل الآباء بسلوك أولادهم في طريق الرب كما أوصى إبراهيم أبناءه (تك 18: 19)، ولا يحثونهم على العبادة لله، بل كل ما يشغلهم هو اللهو والطرب والتمتع بالملذات الزمنية. كثيرًا ما حذر القديس يوحنا الذهبي الفم الوالدين من الإهمال في تربية أبنائهما، مظهرًا مدى خطورة هذه الخطية التي يحسبها أحد الخطايا الخطيرة للغاية، فلم يتردد عن أن يدعوها قتلًا للأطفال. * لا يأتي فساد الأطفال من فراغ، بل من الجنون الذي يلحق بالآباء نحو الاهتمامات الأرضية. الاهتمام بالأرضيات وحدها، واعتبار كل شيء غيرها ليس بذي قيمة، يدفعهم لاإراديًا نحو إهمال نفوس أطفالهم. أقول، إن هؤلاء الآباء (ولا يظن أحد أن هذهالكلمات تتولد فيَّ عن غضب)، أشر من قتلة الأبناء. الأول يفصل الجسم من النفس، أما الآخر فيطرح كليهما معًا في نيران جهنم. الموت أمر محتم حسب النظام الطبيعي، أما المصير الثاني فيُمكن للآباء تجنبه لو لم يؤدِ إهمال الآباء إليه. الموت الجسماني يمكن أن ينتهي في لحظة بالقيامة حينما تحل، لكن لا توجد مكافأة تنتظر النفس المفقودة. إنها لا تنعم بالقيامة، بل تعاني آلامًا أبدية. هذا يعني أنه ليس بغير عدلٍ ندعو هؤلاء الآباء أشر من قتلة الأبناء. إنه ليس بالأمر القاسي أن تسن سيفًا وتمسك به باليد اليمنى لتغرسه في قلب طفلٍ مثلما أن تحطم النفس وتذلها، فإنه ليس من شيءٍ يعادل النفس. القديس يوحنا الذهبي الفم |
|