25 - 03 - 2023, 01:20 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
الآن وقد قدم كل من أصدقاء أيوب الثلاثة حججهم ضده، كل في دوره، يجيب أيوب على الخطاب الثاني لصوفر. وفي رده لم يعد يحمل ذات الانفعال القديم، إنما عالج في موضوعية حال الأشرار في هذا العالم: هل هم دائمًا في حالة بؤسٍ وشقاء؟ وهل التجارب علامة قاطعة على شر من يسقط تحتها؟
توسل أيوب إلى أصحابه أن يصغوا إلى كلامه ولا يقاطعوه، وأن يعتبروا هذا الإصغاء تعزيتهم له. بالمقابل سوف يصغي إليهم ولن يقاطعهم عندما يأتي دورهم في الكلام.
بعد ذلك يعلن لهم أن شكواه ليست مقدمة إلى إنسانٍ، وإنما إلى الله ليكون هو القاضي بينه وبين أصحابه.
في صراحةٍ يشعر أيوب بصعوبة عندما يبحث عن سرّ نجاح الأشرار. إنهم يبيتون في رخاء ونعيم، بيوتهم آمنة، ومواشيهم وقطعانهم تزداد، وأولادهم يرون أيامًا سعيدةً، ويموتون بهدوءٍ دون أن يتألموا من مرضٍ مثل أيوب. يرفضون الله، ومع ذلك ينجحون، بل ويأتي نجاحهم من الله. مع هذا يرفض أيوب مبادئ الأشرار ويقول: "لتُبعد عني مشورة الأشرار" [16].
أخيرًا يقوم أيوب بهدم أساس انتقاداتهم العنيفة له، إذ يبين إن هلاك الأشرار محفوظ للعالم الآخر، وأنهم كثيرًا ما ينجون حتى نهاية هذا العالم [27-34].
|