رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هَذَا نَصِيبُ الإِنْسَانِ الشِّرِّيرِ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَمِيرَاثُ أَمْرِهِ مِنَ الْقَدِيرِ [29]. ما يجمعه الشرير لنفسه ليس الثروة التي اقتناها إلى حين، بل الغضب الذي يحل عليه. هذا هو نصيبه الدائم، وميراثه الأبدي في نار جهنم. هذا هو خطاب صوفر، وقد حمل شيئًا من الحق، لكنه كان مخطئًا إذ ظن أن هذا كله يلزم أن يحل على كل شريرٍ وهو في هذا العالم. وأن كل من تحل به ضيقة في هذه الحياة يكون ذلك إشارة إلى شر الساقط تحتها. قدم صوفر تفسيرًا سليمًا لعمل الشر في حياة الشرير، لكنه أخطأ في تطبيق هذه العقيدة، كما لم يقدم الفكر خالصًا، إنما يشوبه الميل الشرير نحو أيوب ومحاولة تأكيد أنه مراءٍ. حقًا الشر مرهب والخطية خاطئة جدًا، لكن ليس لنا أن نحكم وندين الغير حسب نظرتنا البشرية. * لو أنه حين كان في هذه الحياة اهتم أن يعمل باستقامة، لكان نصيبه الشركة مع الرب في ملكوت السماوات. لكنه إذ اختار أن يخضع للشهوات الشريرة فإن نصيبه من الرب أن يوجد في عذابٍ، إذ لم يطلب أن ينال شركة في نعمة هذا الرب... الآن لا يشتهي القديسون أن ينالوا نصيبًا من الرب، بل ينالوا الرب نفسه نصيبًا لهم. لهذا يصلي النبي قائلًا: "نصيبي الله إلى الدهر" (مز 73: 26). أما الشرير فإذ لم يسعَ ليكون الرب نفسه نصيبه، يجد النار نصيبه لا الرب. وإذ يُنزع من وجه الله، لأنه لم يطلب أن يجد فرحًا فيه، يُعذب وهو غير جدير بالله. البابا غريغوريوس (الكبير) القديس أنطونيوس الكبير * ربما يمكننا أن نفهم بوضوح هذا الموضوع إذا استعنا بكلام السيد المسيح: "اعملوا مادام نهار. يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل"؛ فهو يقصد بالنهار وقتنا الحاضر، وبالظلام والليل، انتهاء العالم وفنائه بسبب عقاب الأشرار. ويقول عاموس النبي: "ويل للذين يشتهون يوم الرب. لماذا لكم يوم الرب. هو ظلام لا نور" (عا 5: 18). فإذا عرفت كم سيكون الحزن والشقاء عند هلاك العالم، سيصيب الحزن تقريبًا معظم الجنس البشري الذين يُعَاقَبون على خطاياهم، وعندئذ ستعرف أن الجو سيصبح معتمًا ومظلمًا بحيث لا يستطيع أحد أن يمجد الله، لأنه حتى الأبرار أوصاهم الله قائلًا: "اذهب يا شعبي. ادخل إلى بيتك، واغلق عليك بابك، اختبئ قليلًا أو كثيرًا حتى ينتهي حمو غضبي". * كما أن ما أعده الله للذين يحبونه، يفوق العقل، كذلك أيضًا ما أعده من عذابات للأشرار، يفوق العقل . * كل واحدٍ منا يجلب على نفسه عقوبة عن خطية، حجم العقوبة حسب نوع المعصية وطبيعتها... محصل الديون قادم ليتمم عمله، وأنا أقاومه. إنني أعرف أنه إذا كنت غير مدينًا بالمرة، ليس له سلطان عليَّ. إن كان عليَّ دين فسيرسلني محصل الديون إلى السجن. العلامة أوريجينوس |
|