فى الطريق الروحى يقف عسكرى مرور ، وبيده علمان أحدهما أخضر والآخر أحمر ، ليعين ما يمر ، وما لا يمر 0 ويضع حدودا بين الحلال والحرام 000
فهناك أسئلة كثيرة تدور بعقل الإنسان حول هذا :
1- فمثلا ما هى الحدود الروحية بيت الصمت والكلام ؟ متى ينبغى للإنسان أن يصمت ، وأن يتكلم ؟ متى يعتبر الصمت فضيلة ، ومتى ندان على صمتنا ؟
2- والمزاح مثلا : متى يحذر ؟ ومتى لا يجوز ؟ وما هو الحد الفاصل بين المزاح وغير البرئ ؟
3- كذلك ما هى الحدود الفاصلة بين الراحة والكسل وبين الحزم والقسوة ، وبين الحب والشهوة ، وبين الحرفية والتدقيق ، وبين التواضع وصغر النفس ؟؟؟
4- أسئلة أخرى فى موضوع الحدود : متى يجوز للإنسان أن يشكو ، ومتى لا يشكو ؟ متى يجوز له روحيا أن يطالب بحقه ؟ ومتى يتنازل عنه فلا يطالب ؟
متى ننتهر الخطاة ؟ ومتى يكون الانتهار مؤذيا لهم ؟
ليت عسكرى المرور يرفع إحدى الرايتين ويشرح أين المسيرة ؟ وأين حدود الخير والشر وسط ضباب الرؤية ؟
5- هل هذا الذى مات منتحرا ، كان عاقلا بما يفعله ؟
فلا يجوز أن نصلى عليه كقاتل نفس 0 أم كان فاقد العقل تماما ، لا تسرى المسئولية عليه ؟
6- وبالمثل قد نسأل : هل هذا الطفل يدرى ما يفعله ؟
وهل نحاسبه أو نعامله كمن يدرى ؟ أم نمرر المر ببساطة كأن لم يفعل شيئا ؟
أين الخير ؟ وأين الحق ؟ وأين واجب المربى ؟
7- وأحيانا يأتى المعترف إلى مرشده الروحى ويقول : لست أرى الطريق ماذا أفعل 0 وربما يقف المرشد حائرا مثله !
حقا بماذا يرشده ؟ والخير ليس واضحا تماما ! فيقول له : ( نصلى يا ابنى حتى يكشف الرب لنا )
حقا ما أصعب عمل القاضى ، وعمل المرشد ، وعمل المربى !
وما أصعب عمل عسكرى المرور ؟ متى يسمح بالسير دون حادث يحدث ، وهو يضمن أن الطريق ستوصل ؟!