كما يتأمل الجسد شكله فى مرآة ، ليطمئن على منظره ، كذلك الروح لها مرايا كثيرة ترى بها شكلها ، وتعرف حالتها كيف هى 00
هناك مرآة تسمى ( محاسبة النفس ) فان فتش الإنسان ذاته ، وكان دقيقا فى محاسبتها ، حينئذ يعرف حقيقتها 00 ويصلحها 0
ومرآة أخرى هى ( كلام الله ) فالإنسان الذى يرى نفسه فى ضوء وصايا الله ، يعرف الميزان الحقيقى الذى يزن به أعماله 0
وهناك مرآة أخرى هى ( التجارب ) لأننا بالتجارب نختبر 000
مرآة رابعة هى ( إنتقادات الناس ) فالإنسان كثيرا ما يكون مجاملا لنفسه ، مبررا لها 0 أما الناس فقد لا يجاملون 00 قد يتكلمون بصراحة ، فنعرف منهم حقيقتنا 0 وحتى إن غضبنا عليهم ، نكون قد عرفنا حقيقة أخرى فينا وهى الغضب 0 وهكذا تكون المرآة قد أدت عملها 00
هذه هى المرايا التى يرى فيها الإنسان حقيقته 0
غير أن بعض الناس ، إن كشفت لهم المرآة عيبا فيهم يحتاج إلى إصلاح ، بدلا من أن يصلحوه ، يحطمون المرآة 000!
هؤلاء الناس : إن ظهرت لهم محاسبة النفس عيبا ، يرفضون أن يجلسوا إلى أنفسهم 0 وإن جلسوا يحطمون المرآة بالأعذار ، وتبرير النفس ، ومحاولة إلقاء التبعة على الآخرين 00 !
وإن أظهر لهم كلام الله عيبا فيهم ، يحطمون هذه المرآة أيضا ، بأن يطبقوا كلام الله على غيرهم ، لا على أنفسهم ، أو يرفضوا قراءة الكلمات 0
وإن أظهرت لهم التجارب حقيقتهم ، يحطمون هذه المرآة بالتذمر 00 !
والمرآة الرابعة أيضا يحطمونها ، فلا يقبلون كلمة انتقاد من أحد ، ولا كلمة نصح ، ولا كلمة إرشاد 0 ومن يظهر لهم عيبا ليصلحوه يتخذونه عدوا ، ويحاربونه ، ويحاولون تحطيمه ، حتى يصمت ، فيستريحوا 00 !
إن الذين يحطمون المرايا ، تبقى عيوبهم كما هى ، ولا تنصلح 00
كإنسان مريض بالحمى ، يضع ( الترمومتر ) فى فمه فإن أظهر له ارتفاعا فى درجة حرارته ، بدلا من أن يعالج نفسه يحطم الترمومتر ، ويبقى مريضا !! مسكين هذا الترمومتر الصادق ، إنه كغيره مرآة محطمة !!!