العين النقادة لا ترى إلا الخطأ فقط ، ولا تبصر كل النقط الأخرى البيضاء 0 ولذلك فإن حكمها لا يكون دقيقا ولا يكون عادلا ، ولا يعطى صورة سليمة 0
العين النقادة قد تنقد كل أحد أيا كان ، وربما لا يسلم منها أحد 0 ومهما كان الإنسان بارا أو ذا رأى سليم ، لابد أن تجد فيه شيئا يستحق النقد 0 وقد صدق المثل الذى يقول : " من بحث عن عين وجده "
العين النقادة يعوزها الحب ، ويعوزها الإتضاع 0
فالإنسان المحب لا يقابل كل شئ بانتقاد 0 والكتاب المقدس يقول لنا إن المحبة لا تقبح ولا تظن السوء ( 1كو 13 )
والإنسان المحب يخفى أخطاء غيره ولا يشهرها ، ويلتمس عذرا لكل أحد فيما يصدر عنه من نقائص 0 وإن لم يستطع ، يعاتب فى هدوء ، فى جو من النصح المفيد 0
وكما أن الإنسان المحب لا ينتقد كثيرا ، كذلك الإنسان المتواضع فإنه ينظر إلى عيوبه الخاصة ، لا إلى عيوب غيره 0
وقد نصحنا السيد الرب بأن ينظر كل أحد إلى الخشبة التى فى عينيه ، وليس إلى القذى الذى فى عين أخيه 0
والإنسان المحب المتواضع ، إذا اضطر إلى النقد ، تكون هذه حالة خاصة بالنسبة إلى أمر خطير 0
ولا يكون النقد هو الخط الدائم الثابت فى حياته ، الذى يصبح شيئا من طبعه فى معاملاته 0
لأن العين النقادة ، تنتقد بلا هوادة ، ولا يوجد شئ جميل فى عينيها إلا ذاتها وحدها 0
إنها ترى الشوك الذى يحيط بالوردة فتنتقده 0 وفى أثناء هذا الانتقاد تتجاهل الرائحة الذكية التى للوردة
ولذلك فالعين النقادة لا تكون محبوبة من الناس 0 بل يحترس منها الكل 0 يقول كل واحد : لعلها تصيبنى أنا أيضا !
كما أن العين النقادة كثيرا ما تتصرف بلا فحص ، وبلا تحقق وبلا تدقيق 0 وربما ترى عيبا حيث لا يوجد عيب !
أما الإنسان العادل ، الذى لا يحكم قبل الفحص ، والإنسان الطيب الذى لا ينتقد كل شئ ، عارفا أن الكمال هو الله وحده فهذا يكون محبوبا من الجميع 0